إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الرئيس أنور السادات، رئيس الجمهورية العربية المتحدة في الاجتماع الموسع في مقر اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 1، مج 6، ص 1104 - 1108"

كلمة الرئيس أنور السادات، رئيس الجمهورية العربية
المتحدة، في الاجتماع السياسي الموسع في مقر اللجنة
المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي.

القاهرة، 29/ 12/ 1970        

 

(النهار، بيروت، 31/12/ 1970)

       تحدثت في اللجنة المركزية عن الخط الذي التزمنا به واقره المؤتمر العام وهو الا نفرط ولا نستسلم، وان نسعى الى الحل السلمي بكل قوانا في الوقت الذي ندعم قواتنا المسلحة بكل ما نستطيع لمواجهة اية تطورات خصوصا بعد انتهاء الفترة الثانية لوقف اطلاق النار في 5 شباط (فبراير) المقبل.

       وفي هذا كان الاتفاق على الا نجدد فترة وقف اطلاق النار مرة ثانية حتى لا تتجمد القضية وتصبح أداة من ادوات الحرب الباردة في العالم، وحتى لا توضع في المخزن كما تريد لها اسرائيل، وحتى لا يكون وقف اطلاق النار اوتوماتيكيا ودائما . وقلنا إننا لا نجدد وقف اطلاق النار الا اذا كانت هناك اتصالات جدية لتنفيذ قرار مجلس الامن. وقلت في زيارتي للقوات المسلحة ان جدية هذه الاتصالات تتلخص في ايجاد جدول زمني لتنفيذ قرار مجلس الامن واول بند فيه هو الانسحاب.

       دعوت انا واخواني الى هذا الاجتماع لهدف اساسي هو ان نضع امام كل القيادات في كل ارجاء الجمهورية العربية المتحدة صورة الموقف ومتطلبات هذا الموقف، وان نخرج من هذا الاجتماع بمسؤوليات محددة لمواجهة الفقرة المقبلة.

       هذا الاجتماع هو امتداد للتحرك الذي نعمل فيه منذ تحرك الشعب في 9 و 10 حزيران (يونيو) 1967 عندما قام بتلقائية، ورفض الهزيمة والاستسلام، واصر على الصمود ومواصلة المعركة، وعلى ان يبقى جمال في مكانه من القيادة لتصل السفينة الى بر السلام.

       جمال بذل من ذاته وجهده وبذل من عقله ومشاعره. بذل كل شيء خلال سنوات ما بعد العدوان، ولا أبالغ اذا قلت انه كان يعمل وهو مطحون نفسيا وجسمانيا. ولم ينقطع عن العمل 24 ساعة في اليوم. ونتيجة هذا الجهد والاحتراق هي الفترة التي نعيشها اليوم وهي الفترة التي نستطيع ان نقول فيها للعالم اننا لا نمد فترة وقف اطلاق النار فتتجاوب اصداء كلمتنا في كل انحاء العالم الذي يترقب على أعصابه، لانه يعلم ان هذا الكلام لا يخرج على غير أساس بل وراءه قوة تدعمه. في هذه اللحظات يجب أن نحيي روح زعيمنا الذي افنى عمره.  لنصل الى هذه القوة والى هذه المرحلة التي نقول فيها: لا لا نمد فترة ايقاف النار ويأخذها العالم شرقا وغربا ويعلم اننا لن نمد وقف اطلاق النار الا اذا كان هناك حل جذري.

<1>