إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الرئيس محمد أنور السادات، أمام ممثلى الصحافة والإعلام، ترحيباً بالرئيس
ريتشارد نيكسون، بمناسبة بدء زيارتة لمصر، 12/6/1974
المصدر: " قال الرئيس السادات، الجزء الرابع لعام 1974، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية،
ص 182".

سيادة الرئيس..

          أن من دواعى السرور البالغ أن يكون معنا الرئيس نيكسون والسيدة قرينته. ومما يبعث على الرضا ان الرئيس نيكسون قد قبل دعوتى لزيارة مصر فى هذه المرحلة الدقيقة والحاسمة التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط.

          واذ تأتى زيارة الرئيس نيكسون الرسمية فى هذا المنعطف الذى تتجه فيه أزمة الشرق الأوسط صوب تسوية سلمية مشرفة وعادلة فانها تكتسب مغزى كبيرا..

          أن الدور الذى تقوم به الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس نيكسون بدور حيوى فى مجال العمل من أجل السلام والاستقرار فى المنطقة. صحيح أن التحدى كبير. ولكن اؤمن بأن رجال دولة من طراز الرئيس نيكسون يستطيعون، بالنوايا الطيبة والعزم الصادق. ان يتصدوا لهذا التحدى، وجوهر هذا التحدى هو ما اذا كنا نستبدل بوقف اطلاق النار الهش غير المستقر سلاما عادلا ودائما حتى يمكن ان تتحول منطقتنا نحو عهد جديد تعود فيه الامور الى مجراها الطبيعى.

          وبالرؤية الثاقبة والتطلع الى المستقبل والجهد الانسانى الجماعى، سوف تتاح للشرق الاوسط. أخيرا وبعد طول انتظار. الفرصة السانحة لان يسهم ايجابيا فى المساعى المختلفة المبذولة نحو اقامة وتوطيد استراتجية عالمية للسلام والتقدم.

          واننى أؤمن، بل اننى موقن بأن زيارة الرئيس نيكسون سوف تكون علامة بارزة على طريق تشكيل وتطوير العلاقات الامريكية المصرية على اساس سليم ومتين، وعلى نحو أمل يعوض أعواما طويلة من التوتر وعدم توفر التفاهم الكامل.

          وكما سترون يا سيادة الرئيس، فان الشعب المصرى الذى أعطى العالم حضارته الأولى سيعبر لكم. وللشعب الأمريكى من خلالكم. عن مشاعر الصداقة التى يكنها لكم.

          أن الجهود التى بذلتها الولايات المتحدة مؤخرا تحت قيادتكم وإرشاداتكم الحكيمة قد أدت بطريقة ملموسة ومجسدة الى تدعيم

قرارات اطلاق النار التى أصدرها مجلس الأمن على الجبهتين المصرية والسورية. ورغم أن تلك لا تعدو أن تكون خطوة أولى. فهى خطوة موفقة فى الاتجاه الصحيح. وما كان يمكن بدونها احراز أى تقدم على الطريق الطويل المؤدى الى السلام.

          وكما ذكرتم فى مناسبات عديدة أولها الاحتفال بتوليكم مهام منصبكم فقد نذرتم  أن يكون هذا العهد هو عهد السلام عن طريق التفاوض بدلا من المواجهة.

          وانا أعرف جيدا أنكم تتفقون معى، أن هذه لحظة فريدة ونقطة تحول جذرية لا يصح أن تهدر بل يجب التشبث بها بيقظة واصرار وتجرد، لبناء سلام دائم ومشرف.

          فباسمى واسم الشعب المصرى أرحب بالرئيس نيكسون والسيدة قرينته.


<1>