إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس أنور السادات، في مؤتمر سياسي بمدينة طنطا

خطاب الرئيس أنور السادات، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
في مؤتمر سياسي بمدينة طنطا

طنطا، 4 يناير 1971
الأهرام، القاهرة :5 يناير 1971

أيها الإخوة المواطنون

        إن حشد القيادات السياسية الموجود في هذا الاجتماع الذي نشترك فيه اليوم هو قوة هائلة في تمثيلها لجماهير شعبنا العاملة المؤمنة الصابرة المناضلة القادرة بعملها وإيمانها وصبرها ونضالها على مواجهة الامتحان الكبير الذي يفرض نفسه على شعبنا وعلى أمتنا.  

        إنني لم أجئ إليكم أيها الإخوة لأقوم بحملة توعية، ذلك أن الكفاح كله كفاح الشعب، وهذا الشعب هو قائده وموجهه. ولم أجئ إليكم أيها الأخوة ضمن حملة تعبئة شاملة لجماهيرنا، وذلك لأن جماهيرنا معبأة بالكامل.

        إن الشعب لا يحتاج إلى توعية أو تعبئة، فهو مشبع بالألم، والإنسان يشعر بالألم لاحتلال الأرض.

        ولا يحتاج شعبنا إلى توعية أو تعبئة، لأن شعبنا هو أبو التاريخ ومحرك التاريخ وصانع التاريخ.

        لم أجئ أيها الإخوة لكي أقول للشعب وإنما لكي أسمع منه.

        لم أجئ هنا لإخطار الشعب بقرار جاهز اتخذناه فيما سوف يقابلنا، ولكن لأستلهم من هذا الشعب هذا القرار. ذلك أيها الأخوة لأن مقياس قدرتنا هو تصميم هذا الشعب، ومقياس طاقتنا هو إرادة هذا الشعب.

أيها الأخوة

        كان جمال يقول أن الشعب هو القائد والمعلم. ولم يكن هذا واضحا أمامي بكل الذي أتمثله الآن إلا بعد أن وضعتني الظروف في موضع المسئولية من بعده، وكنت أشعر بذلك. ولكن المسألة الآن تتعدى الإحساس بالمشاعر إلى التجربة العملية من واقع المسؤولية.

        إن التجربة العملية تقول إنه لا يستطيع أي قائد أو قيادة أن تقرر، وتكون على ثقة من القرار مهما كانت الخطورة فيه، إلا على اشتراط واحد، وهو اليقين الكامل من إرادة الشعب.

<1>