إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



حديث صحافي خاص للرئيس أنور السادات، حول بعض المسائل الراهنة،7 / 1/ 1975
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الخامس 1975، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1982، ص 16 - 19"

         سؤال: ما هو الموقف اليوم بعد تأجيل زيارة بريجنيف؟

         الرئيس: الموقف يتلخص كما قلت في اجتماعي مع مؤتمر علماء مصر في الخارج.. انني مقتنع تماماً بالأسباب التي أدت إلى تأجيل هذه الزيارة.

         كنا في تخطيط هذه الزيارة نريد أن نبدأ صفحة جديدة ونحن حريصون على هذه الصفحة سواء كان الجانب السوفيتي أو المصري، كنا نريد أن نحسم الوضع بالنسبة لنقطتين أساسيتين:

         * النقطة الأولى هي التسليح.

         * النقطة الثانية هي علاقاتنا التجارية والمديونية.. والاتفاق بشأن هاتين النقطتين.. وطلباتنا في هذه الناحية تنقسم إلى ثلاثة أقسام..

القسم الأول:

هو استعواض الأسلحة التي فقدناها في الحرب..

والقسم الثاني:

يتمثل في عقود مبرمة بيننا وبين الاتحاد السوفيتي ولم يتم توريدها في مواعيدها كما تنص العقود.

والجزء الثالث:

هو مواجهة التطوير الجديد في الأسلحة بعد المعركة هذا فيما يتعلق بالجانب العسكري.

         أما فيما يختص بالجانب الاقتصادي.. فقد كنا مهتمين بجدولة الديون، أي الاتفاق على فترة سماح نظراً للظروف التي خرجنا بها من المعركة.. وهذا أمر متبع ومتعارف عليه بين كل الدول، وفي أعقاب الحروب، وحدث بعد الحرب العالمية الثانية، كانت كل الدول تتعامل على هذا الأساس.. بما فيها الاتحاد السوفيتي نفسه.

         لم نصل إلى قرارات واضحة أو اتفاق على تفاصيل هذه الأمور بيننا وبين السوفييت فيما قبل يناير.. أي الشهر الذي كان من المفروض أن يزورنا فيه بريجنيف.. وكان المفروض أيضا أن تجتمع وفود على مستويات أقل لتصفية كل هذه القضايا.. وإعدادها للاجتماع (مع بريجنيف) الذي كان مقرراً له أن يستغرق أربعة أيام فقط، وهي بالكاد تكفي لاتخاذ القرارات في هذه المسائل ولكن لم يتم هذا.

         من جانبنا كنا مستعدين.. جاءنا وفد من الاتحاد السوفيتي برئاسة نائب رئيس اللجنة الاقتصادية ودرسوا ولكن لم تتخذ أية قرارات، وطلبوا ارجاء كل شئ إلى زيارة بريجنيف.

         من هذا الاستعراض للوقائع، يمكن أن نستنتج أن الوضع بيننا وبين الاتحاد السوفيتي في الناحيتين العسكرية والاقتصادية.. كان في الحقيقة، وإذا أردنا أن نسمي الأشياء بأسمائها، كان مجمدا إلى زيارة بريجنيف.. وكما قلت لم يتم شئ ثم أرسل الرفيق بريجنيف رسالته التي وصلتني يوم 25 ديسمبر (كانون الأول) بشأن الزيارة ودعوة الوزيرين وزير الخارجية ووزير الحربية.. وأردنا نحن أن يكون الوفد المصري أكبر، فلا يقتصر على الوزيرين، بل يضم وزراء التعاون الاقتصادي ووزير التخطيط ووزير الصناعة، وكل المختصين لكي يصفي كل الأمور العالقة، ولكنهم فضلوا أن تكون الزيارة قاصرة على الوزيرين فقط.

         بالنسبة للقضية الأولى وهي الامداد بالأسلحة.. وهي كما ذكرت تتكون من ثلاثة مطالب.. الاستعواض (أن يعوض الاتحاد السوفيتي مصر ما خسرته) ثم تنفيذ العقود المبرمة. وأخيراً مواجهة التطوير الجديد في الأسلحة.

         اتفق الوزيران على أن الاتحاد السوفيتى يقدم جزءاً ورفضوا أن يسموه استعواضاً.. وأنا لست في حل من أن أحدد الكمية التي تم الاتفاق عليها.. ولكن يكفى أن أقول - لأننى تعودت أن أقيم علاقاتي على الحقائق - أقول أن هذه الكمية لم تحقق الاستعواض الكامل والتطوير بصفة خاصة، مطلبنا في الاستعواض الكامل والتطوير لم تلبه هذه الكمية.

         أريد أن أقول حقيقة، يجب أن يعلمها كل عربي.. أنني أعلن أن مصر حتى هذه اللحظة التي أتحدث فيها إليك لم تستعوض ما فقدته في الحرب.. بالرغم من أن الاتحاد السوفيتي استعوض لسوريا منذ سنة وشهرين أي قبل وقف إطلاق النار ونحن سعداء بهذا لأن ما عند سوريا هو عندنا لا فرق.

         ولكن هناك جبهة وهنا جبهة... وهذا أمر يجب أن يعرفه كل عربي.. نحن سعداء بتسليح سوريا لأن السلاح في كل بلد عربي هو قوة للعرب جميعاً.. ونحن وسوريا نعمل لهدف مشترك واحد، ولكن هذه الحقيقة التي يجب أن يعلمها كل عربي أنه لم يصل مصر منذ وقف إطلاق النار إلى هذه اللحظة التي أجلس معك فيها، إلا بضعة أسلحة دفع بومدين ثمنها في موسكو وأثناء المعركة.. وما خلا ذلك كميات بسيطة من الذخيرة وقطع الغيار.. ولكن لا استعواض ولا سلاح إلى هذه اللحظة التي نجلس فيها معاً.

         قلت: لماذا هذا الموقف من جانب الروس يا سيادة الرئيس.. هل هذا بمثابة رد على مواقف سياسية لمصر.. بعد الحرب، أم هو نتيجة سياسة الوفاق التي ترى أن تسليح مصر بسلاح متطور في مستوى التسليح الإسرائيلي يهدد بتسخين الوضع في المنطقة.

         الرئيس: أفضل ألا أخوض في تحليل هذا الأمر، لأنني حريص على علاقاتي بالاتحاد السوفيتي، وحريص على أن لا نعمق أي سوء فهم قد يوجد بيننا.. بل بالعكس يجب أن نصل إلى حل له.. دون أن نخفي الحقائق.

         سؤال: سيادة الرئيس، هذا الحديث نقلنا إلى سؤال آخر وهو اجماع المصادر القريبة على أن تصريحات الرئيس الاسرائيلي عن القنبلة الذرية هو أخطر من أن يكون مجرد تهديد..

         الرئيس: امكانية وجود أو عمل قنبلة ذرية في إسرائيل وهو الجزء الأول من سؤالك أعتقد أنها امكانية واردة. أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال فيجب أن يكون واضحاً، أنه لا يمكن أن تدخل إسرائيل السلاح الذري إلى المنطقة، ثم نقف نحن متفرجين.

         إذا أدخلت إسرائيل السلاح الذري في المنطقة، فلنا الحق كل الحق، في هذه الحالة في أن نبحث ونحصل على السلاح الذري.. وهذه الامكانية موجودة..

<1>