إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس أنور السادات، فى افتتاح دورة مجلس الشعب ، 18/10/1975
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الخامس 1975، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1982، ص 316- 319
"

بسم الله

ايها الأخوة والأخوات اعضاء مجلس الشعب

         احييكم واهنئكم ببدء هذه الدورة الجديدة لمجلسكم الذى ارجو ويرجو الشعب معى ان تكون مثل سابقاتها عملا وانتاجا.. لقد عاش مجلسكم ايها الأخوة والأخوات تطورات وتحولات جوهرية فى حياة بلادنا،. فأمامكم اعلنت مبادرتى الأولى الخاصة بفتح قناة السويس ولم تكن مجرد مبادرة سياسية بل اشارة الى اول تحرك واسع لانهاء كابوس اللا حرب واللاسلم.. وقد شاركتم بعد ذلك بدور مرموق فى قرار تصفية مراكز القوى وتصحيح مسار ثورة 23 يوليو بثورة مايو، كما انكم واكبتم بعملكم التشريعى ما اتخذته من خطوات لوضع الدستور الدائم وارساء دولة المؤسسات وسيادة القانون بما استلزمه هذا من قوانين وتشريعات ثم كان اعلان سياسة الانفتاح الاقتصادى وما استلزمته بدورها من قوانين.. وامامكم جئت فى يوم من امجد ايام حياتى وقواتكم الباسلة قد عبرت قناة السويس ودحرت العدو.. جئت اليكم ونحن فى اوج انتصارنا لأقول لكم وللعالم اجمع اننا انما نحارب من اجل سلام عادل ولأعلن مبادرة اخرى بعقد مؤتمر دولى تحضره كل الاطراف لوضع هذا الحل النهائى العادل.. وفى قاعتكم هذه احتفلنا بتكريم ابطال قواتنا المسلحة بعد ان ظهر ان ما بذلوه من تضحيات ودماء لم يحقق اهداف المعركة فقط بل غير موازين المنطقة الى الأبد ودفع سلسلة من المتغيرات العالمية ما زالت تتوالى الى الآن.

         ولقد عشتم معى ايها الأخوة والأخوات كل الايام التاريخية والاحداث العاصفة حتى انتصرت راياتنا فى كل مجال وخرجنا من ظلمات النكسة الكثيفة الى عتبة جديدة من النور والأمل لشعبنا العظيم.

         عشتم معى ايها الأخوة والأخوات.. عشتم معى هذه الملحمة النضالية الرائعة كلها، ولكن الأحداث مع ذلك لا تهدأ والنضال لا يتوقف وما حققناه من انتصارات وفتحناه من طرق وآفاق جديدة يتطلب منا المزيد من الجهد والعمل لنحقق سويا لشعبنا الباسل الصبور كل الأمال التى اشرقت على افقه ونحولها كلها الى حقائق يلمسها فى حياته ولسوف تتقدم لكم الحكومة ببرنامجها وخططها للعمل وسوف تناقشونها فيه، وأرجو ان يتم ذلك بالسرعة المطلوبة ولكننى كالعادة فى افتتاح كل دورة لمجلسكم الموقر احب ان اسجل واثبت امامكم المؤشرات الأساسية التى نهتدى بها فى عملنا خلال هذه المرحلة الهامة.. واذا كان حديثى هذا امامكم ينصب اساسا على جبهتنا الداخلية، فضلا عن اننى شرحت بالتفصيل فى خطابات قريبة سابقة سياستنا العربية والدولية الا ان الأمر يقتضى مع ذلك ان اعود فأثبت امامكم فى ايجاز مجمل هذه السياسة بالنسبة للموقف الدولى فنحن مع كل قضية عادلة ومع كل حركة تحرير وطنى لأننا نحن انفسنا اصحاب قضية وطلاب عدالة ونحن نؤمن بميثاق الأمم المتحدة ونطالب الغير باحترام الأمم المتحدة وتنفيذ مواثيقها وقراراتها.. ونحن ما زلنا وسنظل ان شاء الله نقوم بمسئولياتنا ومسئولية دورنا القيادى المرموق فى تجمعات دول عدم الانحياز ودول منظمة الوحدة الأفريقية موحدين صفوفنا معها في شتى القضايا السياسية والاقتصادية المطروحة على عالم اليوم.

         بالنسبة للدولتين الكبيرتين وبالنسبة لغيرها من الدول ذات النفوذ والمسئولية وبالنسبة للتكتلات الدولية التى لسنا اعضاء فيها كالسوق الأوربية المشتركة فان ايدينا ممدودة للجميع لا شرط لنا فى التعامل الا فهم واقعنا واحترام ارادتنا الوطنية.. ثم هناك بغير شك مدى تعاون اى طرف فى حل مشاكلنا وفى مقدمتها قضية الصراع العربى الاسرائيلى بوجه عام وحقوق الشعب الفلسطينى بوجه خاص.

         اننا نرى فى هذا مقياسا من مقاييس الصداقة والتفاهم واقامة المصالح المشتركة.. ذلك ان قضيتنا عادلة واننا لا نطالب الا بحقوقنا.. اما بالنسبة للموقف العربى وقضاياه المعقدة فان اسس سياستنا هنا ايضا واضحة.. واضحة ومستمرة.. ذلك انها ليست بنت الارتجال والانفعال ولكنها جاءت اثر دراسة متعمقة لكل ظروف شعبنا المصرى وامتنا العربية ونضالنا القومى والواقع الدولى المعاصر.. ثم ان هدفنا الأول الذى يحكم كل تصرفاتنا العربية والدولية هو تحرير كل الاراضى العربية المحتلة واسترداد حقوق شعب فلسطين وتمكينه من الامساك بزمام امره وحرية تقرير مصيره.

         وفى هذا المجال ليس لدينا ارض عربية اعز من ارضنا.. فالقدس ونابلس والخليل وجبل الشيخ ليست اقل اعزازا من القنطرة او العريش.. ومن هذا المنطلق فان سياستنا تقوم على الايجابية ومرونة الحركة مع ثبات الهدف الأخير وبالتالى عدم تفويت اى فرصة لتحرير الأرض العربية حيثما تكون.

         كذلك عدم تقليل الضغط لانجاز اى انسحاب اسرائيلى جديد.. وكل عاقل يعرف ان التحرير الكامل لن يتم دفعة واحدة ولكن المهم ان يبقى الضغط قائما والحركة مستمرة والانسحابات تتوالى وهذا هو ما يحقق النتائج العملية وليس الكلام فى الاذاعات.. هذا واجبنا وواجب كل طرف عربى.. ولذلك فحين فاوضنا على فك الاشتباك الثانى لم نكن نتحدث عن مصر وحدها والا لحصلنا على الكثير ولكنا كنا نتحدث عن سوريا وفلسطين ايضا وحصلنا على تعهدات من الرئيس الأمريكى فورد ليس باسمه الشخصى ولكن باسم الحكومة الأمريكية بانجاز فك اشتباك مماثل على الجبهة السورية وباتخاذ خطوة نحو الاعتراف بحقوق شعب فلسطين.. ولقد طاشت للذين هاجمونا سهام كثيرة وثبت أننا فتحنا الطريق لمن يأتى بعدنا.. واخر ما يتحدثون به الآن هو وجود شروط سرية.. وقد تحديانهم جميعا ان يثبتوا اننا التزمنا بأى شرط سرى فراحوا يتحدثون عن التزامات امريكية نحو اسرائيل.. هل هذه شروط سرية تخصنا ومن قال انه عليم بكل ما بين امريكا واسرائيل.

         ان الظاهر منه يكفى واسرائيل منذ قامت تحصل من امريكا على كل ما تريد دون ما حاجة الى فض اشتباك..

         وسلاح امريكا الذى لم يكن فى اسرائيل قبل المعركة وصل اليها فى قلب المعركة والى الميدان رأسا، وهذا امر فى حسابنا دائما.. على اننى انتهز هذه الفرصة لأسجل قلقنا واعتراضنا على كل تصعيد من جانب امريكا فى تسليح اسرائيل خصوصا من حيث

<1>