إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



الملحق الرقم (16)

كلمة الرئيس السادات في لقائه بأعضاء المجلس الأعلى للجامعات

31 يناير 1977 (*)

وفيما يلي نص كلمة الرئيس
بسم الله.

          يسعدني أعظم السعادة أن ألتقي بالمجلس الأعلى للجامعات وفي مثل هذا الظرف الذي يجتازه وطننا وهذه المرحلة التاريخية التي نعيشها، نحن نجتمع اليوم كما تعلمون لأنه منذ ست سنوات، بل بالتحديد منذ سنة 71 بدأنا دولة المؤسسات، كل مؤسسة مسؤولة عن القطاع الذي يعمل فيه أبناؤها، وكل مؤسسة لها كافة السلطات لكي تمارس حقها في إبداء الرأي وإبداء المشورة والمشاركة في اتخاذ القرار.

          وأساس فلسفة دولة المؤسسات هو أن نوجد القنوات الشرعية لكي يمكن لكل قطاعات الشعب من خلال هذه القنوات أن يشاركوا في اتخاذ القرار وأن يشاركوا أيضاً في أمور بلدهم وأن يقولوا رأيهم بصراحة، وانتم تمثلون قطاعاً من أهم القطاعات في الدولة.

          أنكم بوصفكم المجلس الأعلى للجامعات تمثلون قطاع الأمل بالنسبة للمستقبل وهم شبابنا تمثلون كل الآمال التي تحتمل في صدر كل مواطن بيرسل أبنه أو بنته للتعليم، وبيني عليه الآمال في مستقبل أحسن وحياه أفضل وبلدكم أيضاً بالنسبة لوطنكم أيضاً فأنتم القوامون على تنشئة الأجيال التي تتسلم المسؤولية جيلاً بعد جيل. من هنا تأتي أهمية وخطورة مهمتكم فعلاً، وخاصة في مثل هذا الوقت.. أو في مثل هذه الظروف. أو هذا المنعطف الذي يعيشه شعبنا.

          وأريد أن أتكلم معكم بمنتهى الصراحة وأن أفتح قلبي منذ أن كنت أنا شخصياً طالباً ونحن نحاول أن نشترك في إبداء رأينا كطلبة في مختلف مراحل التعليم ويمكن سمعتوني مرة بحكي انه وأنا لسه في مستهل حياتي يمكن عشرة أو حداشر سنة وفي المدرسة الثانوية كان الإنسان منساق وراء شئ واحد يوم مابيقولو ديه عمل سياسي بالنسبة للدولة ويحصل إضراب كنا بنطلع وننادي دستور 23 وأنا في هذه السن عشر سنين أو حداشر سنة ولابد أن كثيرين منكم من هذا الجيل معي ما كنا نفهم كنه هذا الدستور 23، نفهم فقط أن ده من الشعب وأنه صدقي باشا لما جه وجاب دستور سنة 30 اعتدى على الشعب وعلى ذلك أحنا بتخرج، إلى أن دخلنا الجامعة وفي الجامعة كانت الصورة قبل أن التحق بالكلية الحربية التحقت بالجامعة وسجلت في كلية التجارة.

          وكانت الصورة لأول وهلة غريبة بالنسبة لي لأنه في الشهر الأول وهو أكتوبر وكنا في سنة 36 كان بتجرى انتخابات اتحاد الطلبة، وأذكرها تماماً والمتنافسين عماليين يتبارون في الخطابة وفي الإعلان عن مبادئهم. وكانت الجامعة في ذلك الوقت ميدان للأحزاب المتنافسة، كل حزب له ممثلين حتى وصل الأمر أنه فرق الطلبة داخل الجامعة حملوا الكرابيج وحملوا السكاكين عشان يعملوا معارك لحساب أحزابهم، دي الصورة اللي كان عليها العمل السياسي اللي كان بدأته الأحزاب في جامعة القاهرة بالذات وهي أقدم الجامعات وهي اللي أنا بتكلم عنها اللي أنا قيدت بها سنة 36 وحتى ثورة 23 يوليه .. وتذكروا أنه حصل في 54 نفس ماكان يحدث أيام الإضراب واعتصامات وإضرابات وكان من المفروض أن مفهوم العمل السياسي لابد أن يتغير، أو لابد أن يتطور بعد أن قامت في البلاد ثورة.

          وكان من المطلوب أيضاً ان تكون هناك نظرة جديدة بالنسبة للجامعات وللتعليم الجامعي .. ولكن استمرت قوة الدفع ماشية بالقصور الذاتي زي ما قلت لكم، إلى أن جت سنة 54 وحصلت الأحداث اللي حصلت وبعدها حصل أنه نتيجة ممارسة مستمرة لما ما بينا منه قبل الثورة، استمرت هذه الممارسة كما هي إلى أن وصلنا إلى سنة 67، اللي كانت فيها النكسة.

          ما قبل هذا طبعاً كلكم تعلموا ولابد إنكم عاصرتوها كلكم. حصل عمليات تطهير ضمن ما تم في الدولة من تطهير وأقصى بعض الناس وخرجوا، وطبقنا بعض النظم داخل الجامعة.

          وحصل لم يحدث جديد زي ما قلت مفهوم جديد للممارسة كما كان يجب أن يكون دائماً باستمرار العمليات القديمة ونحولها بعد الثورة إلى عمليات .. بعد الثورة طبعاً كان فيه قوة أشد مما قبل الثورة، وإجراءات أشد وانتهت بعد سنة 54 زي ما قلت بإجراء انه خرج بعض الاساتذه فيما سمي بالتطهير ومشيت الجامعة بعد ذلك، ولم يتغير، أو لم نقف مع أنفسنا وقفة تقول فيها طيب للمستقبل ولصالح مصر ماذا تكون عليه الجامعة، وماذا يكون عليه طالب الجامعة بل وصلت إلى أكثر من هذا في وقت عشان بكلمة من على مكتب العميد أو رئيس الجامعة ووزير الداخلية في التليفون كلام فظ وكلام شاذ.

          وبانتهاء مراكز القوى كما تذكروا كل ده أنتهي ولا عودة له إطلاقاً ولكن كل ما كنت أحلم بيه بالنسبة للجامعات كان صعب تحقيقه بعد ما اتوليت مباشرة تذكروا أنه أنا توليت وتسلمت تركة مثقلة سياسياً، وعسكرياً وأكثر من هذا كان ورثت تمزق حاد في نفوس كل إنسان في هذا الوطن نتيجة هزيمة 67 ولعلي أنا شخصياً كنت بحس بهذا التمزق أكثر من أي واحد .. وذهبت بعد تصفية مراكز القوى في مايو 71 وبدء العام الدراسي في أكتوبر 71. ودهشت أنه عادت التحركات نهائياً وإلى الأبد شملت جميع الإجراءات الاستثنائية برغم إحنا في حالة حرب أبداً لغيتها كلها ولم ألجأ إطلاقاً إلى أي إجراء استثنائي فوجئت في مستهل العام الدراسي 71 /72 بتحركات مشبوهة بين الطلبة طب دا ليه دا إحنا شيلنا مراكز القوى ورفعنا حاجز الخوف وعدم الاطمئنان اللي كان بيعيشه كل إنسان في هذا البلد نتيجة الإجراءات التي كانت بتطبق كل ده نزعناه وعملنا الدستور الدائم في سبتمبر 71 واستفتى عليه الشعب وفي هذا الدستور كامل الحريات بل انه من أجل توفير الضمانات سبق الديموقراطية اللي بنقول عليها أعرق ديموقراطيات دي بريطانيا.

          لما نبص في دستورنا على أنه رئيس الجمهورية لا يستطيع أو لا يملك أن يحل مجلس الشعب مع أن هذا موجود في دستور بريطانيا وكلكم تعلموا أنه وهي مراكز القوى، وخاصة في الستينات، أما كان بيبلغني أمور كان لا يقبلها إنسان إطلاقاً، إن طالب من الطلبة في الجامعة يدخل على العميد بدون استئذان عشان يكلم وزير الداخلية، لأنه على اتصال بوزير الداخلية، وبدون استئذان .. القيم الأساسية اللي مفروض أن إحنا كلنا نشأنا منها، للاسف بالقول أنه في وقت من الأوقات كانت الدولة بتعمل على هدمها تماماً.

          بحيث لما يخش طالب على عميد كليته أو رئيس جامعته وبدون استئذان الديموقراطية العريقة ممكن بعد إجراء الانتخابات بساعة وبناءً على طلب رئيس الوزراء، الملكة تحل البرلمان ولو بساعة مادام طلب رئيس الوزراء هذا أبداً في دستورنا أنا عايز ضمانات للشعب ومش عايز حد يهز مرة أخرى الأمن أو يزرع الخوف ويلجأ إلى أساليب تتنافى مع الفرد وكرامته قبل كل شئ فجيت قلت لأزم نأجل هذه العملية أنه لا يحل رئيس الجمهورية مجلس الشعب زي ما بقول لكم رغم كل دساتير العالم تقريباً ملك الملك أو رئيس الجمهورية اللي بيكون موجود في أي بلد أنه مادام بيحدد موعد الانتخابات الثانية يستطيع أنه يحل مجلس الشعب إحنا عملناها ضمان علشان ما يجيش في يوم من الأيام وأنا لا أتكلم عن حقي أنا أتكلم عن المستقبل ماجيش في يوم من الأيام حد يعبث بمستقبل الشعب.

بدء الشرعية الدستورية

          أكثر من هذا قلت أنه بالتدريج بعد معركة 73 أنه الشرعية الثورية انتهت وبدأت الشرعية الدستورية. ويمكن لو راجعتم خطبتي في أول مايو 71 يعني بعد ولايتي بأقل من 7 أو 8 شهور قلت هذا .. قلت لابد من تقنين الثورة لأجل أن تعيش الشرعية الدستورية بدلاً من الشرعية الثورية. حتى لا يحتج بيها أي حد في المستقبل ويحاول أنه يفرض أو يعبث بأي شئ من مقدرات أو يفرض على هذا الشعب مرة أخرى ما عانى منه من قبل.

          فوجئت زي ماقلت لكم في 71 بحوادث للطلبة وكان أمر مضحك حقيقة في الوقت اللي أغلقت فيه جميع المعتقلات نهائياً وصفيتها وفي الوقت الذي أزيلت فيه مراكز القوى وفي الوقت اللي وضع فيه الدستور الدائم بكل الضمانات اللي واردة فيه والحقوق والواجبات.

          فوجئت أن اللي ماشي .. وهنا عايز برضه أكون منصف .. أنها أقلية دائماً اللي كانت بتسير هذا بين الطلبة ماكانش أبداً القاعدة الطلابية أبداً .. لغاية النهاردة ماهيش القاعدة الطلابية اللي بتعمل هذا ولكن أقلية استثمرت جو الحرية وجو الأمن وجو انتهاء الإجراءات الاستثنائية وكان الأمر المضحك أن بعد ده كله اللي تم في 71 تبتدي تحركات الناس دول داخل الجامعة أنه مافيش حريات والمعتقلات والمثقفين .. وكان أمر مضحك لما كان بتيجي برقيات كنت باضحك فعلاً فين هي المعتقلات وفين هم المعتقلين لا معتقلات ولا معتقلين بعد 71.

          بعد مايو 71 كلكم عارفين وسيادة القانون فوق كل شئ وفي بعض هذه الحوادث لما قبض على الطلبة قدموا للنيابة وما وضعوش لا في معسكر اعتقال ولا بأمر عسكري ولا أبعدوا أبداُ بل أكثر، توفر لكل واحد فيهم الحق إذا اتخذ ضده إجراء أنه يشتكي للمحكمة واشتكى بعضهم لما الجامعات اتخذت ضدهم إجراءات من واقع القوانين والتقاليد الجامعية لما اتخذ ضدهم إجراءات من الجامعات اشتكوا للقضاء وكان غير مسموح ذلك قبل 71 أشتكوا وعادوا لجامعاتهم بأحكام .. شئ غريب في 71 الحرية والديموقراطية والدكتاتورية وكل اللي نسمعه من شعارات وأنا قلت التمزق برضه قلت التمزق معلش استحمل وبرغم أن في 72 أو أوائل 72 وصلوا إلى الحد أنهم احتلوا القاعة بتاعتكم. بتاعة المجلس الأعلى للجامعات وبدأوا ما يسمى بلجنة الطلبة اللي بتبقى دائماً تمهيد للجان الشعبية اللي بتكون برة.

عفوت عن الشرذمة

          ده أسلوب ... كنا عارفينة .. أسلوب الماركسية لجنة من الطلبة وبعدين لجان بره صغيرة في كل مكان اللي كانوا بيطلقوا عليها السوفيتيات .. وينتهي الأمر وقعدوا محتلين القاعة عندكم في قاعة المجلس الأعلى للجامعات وخطب وغير مسموح إلاّ لهذه الشرذمة .. كانت شرذمة .. أنها تتكلم وتمسك الميكروفون وأي حد يمكن يدخل يكلمهم أو يحاول يناقش أبداً ينزلوه وهو الرأي الواحد والفكر الواحد .. واجهنا هذا ما وجهناش بإجراءات أبداً .. وقبض عليهم وراحوا النيابة .. حققت معاهم النيابة .. ومن قبل أن تنتهي النيابة من تحقيقها جمعت أنا ... دعيت إلى اجتماع في عابدين وعفوت عن كل هؤلاء لا محاكمة ولا نيابة ولا حاجة .. وخرجوا وكملوا دروسهم وانتهى العام الدراسي 72 .. كل ده باصارحكم .. أنا في كل هذا عاوز أقول .. إحنا أخطأنا من أول الثورة بأنه ما حطناش مفهوم واضح وجديد للتعليم الجامعي ولطالب الجامعة بحيث يتلقى العلم وفي نفس الوقت يكون كأي مواطن له الحق أن يبدي رأيه.

          زي ما قلت أنا .. وصل الخطأ قبل 67 وما بعد 67 إلى أن توليت أنا اللي أن الدولة أفسدت بما سمح به لهذه الشراذم .. أفسدت حتى القيم أنا باعترف النهارده أنه ماهواش عيب أن إحنا نعرف أخطائنا والفتنة اللي جعلت أخيراً أن ماكنتش تخلينا نعرف أخطائنا ونبدأ بداية جديدة نبقى غير جديرين بثقة هذا البلد ولا ثقة هذا الشعب وغير أمناء على مستقبلة أبداً .. وعلشان كده أنا باكلمكم أفسدتنا الدولة فعلاً .. وأنا في 71 و72 قلت هذا المفهوم الجديد لابد أن أضعه ولابد أن أعلنه صريحاً وبعد ذلك لأن دي مصلحة الشعب مش مصلحتي أنا ولا مصلحة أي حد .. ده مصلحة البلد ومستقبل البلد ومستقبل الأجيال اللي جاية.

          في 71 زي ما قلت لكم انتهى العام الدراسي .. صيف 72 بعد الدوشة دي كلها وقلت أن الأولاد برضه حينتظموا ومفيش داعي أبداً ولسة الوقت ماهوش ناضج لوضع التصور ومناقشته على كل مستويات البلد .. وكل أمورنا .. بأ نناقشها زي ما قلت دولة مؤسسات نقعد نناقش أمورنا باه .. في كل أنحاء صيف 72 حصل اللي جرى بيننا وبين الاتحاد السوفيتي ولابد أنكم قرأتم .. عملية الخبراء السوفيت في يوليو 72 وجينا على أكتوبر 72 ثاني برضه ..

          71 ده المتفجرة .. اللي عايز يفجر موقف في مصر يلاقي المادة المتفجرة فيه .. في مكانين .. في الطلبة باعتبارهم شباب مندفع ما بيترواش في التفكير كثير بيندفع بسرعة .. عاوز يعيش معركة بلده وعايز يكون له كيان .. طيب المكان اللي فيه مادة متفجرة هوه الجامعة .. والمادة الثانية فيه العمال.

          حصل تركيز شديد على الجامعة وقبل ما يبتدي العام الدراسي في أكتوبر 72 كان عندي هنا المخطط اللي جه من الخارج للشرذمة اللي جوه ما بقولش أبداً القاعدة الطلابية أبداً ونكررها مش القاعدة الطلابية أبداً .. شرذمة فقط .

          كان عندي المخطط واجتمعت بالصحفيين في أواخر صيف 72، قبل الجامعة. وكان واضح حتى عند كثير من الصحفيين أن التعليمات اللي جت من بيروت بالتحديد للي يجرى في بدء الجامعات 72 وعندي كان وحاول البعض وتجمعوا فعلاً أني اتخذ إجراءات مسبقة قلت لهم أبدا ما باخدش إجراءات مسبقة قلت لهم أبداً ماباخدش 'جراءات مسبقة أبداً أنا باتعامل مع كل حالة زي ماتظهر وأنا مش خايف من حاجة إطلاقاً. نفس المخطط بتاع الشرذمة اللي احتلت قاعة المجلس الأعلى للجامعات وافتكروا انهم خلاص سيطروا على البلد وحيبتدوا يعملوا السوفيتيات بدءا بلجنة الطلبة العليا اللي أنا أيامها في عابدين قلت لهم دي مش أسمها لجنة الطلبة العليا، في مواجهة الطلبة كلهم .. قلت لهم لا دي أسمها لجنة الخيانة العليا مش لجنة الطلبة العليا .. واللي من بعدها تطلع السوفيتيات باء .. في جميع الأحياء ونخش الحلقة اياها.

مجلات الحائط والمنشورات وبالجامعات أزمة ورق

          بدأ العام الدراسي 72 بنفس الأسلوب جرائد حائط بقلة حياء وخرجوا عن كل الحدود .. لنا أسف وباقول أن الدولة في وقت من الأوقات تبنت هذا تبنت أنه لما ينطلق أي طالب من كل القيم مادام ملتزم مع مراكز القوى خلاص .. له هذا حتى على أساتذته ..

          نفس الأسلوب البذئ على جرائد الحائط .. نفس الشعارات البذئية ومصر طلعت الخبراء السوفيت .. مصر مش ناوية تحارب. الرئيس السادات وسياسته الانهزامية النصفوية. الألفاظ اللي كلكم عارفينها دي .. السنة كبيرة كده تطلع كل يوم .. الله يرحمه الدكتور حسن شريف كان في اجتماع عابدين وكان هوه أيامها وكيل جامعة القاهرة .. حكى .. أمام الطلبة وأمام الكل وأمام البلد كلها أنه ماكنش في الجامعة في ذلك الوقت ورق. عشان تستخدمه وكان الورق بتاع جرائد الحائط والمنشورات .. أوكده متوفر ومن أعلى مستوى إلى الحد اللي قدره بما لا يقل عن 70 أو 80 جنية يومياً. ده بيجي منين جرائد الحائط اللي جايه جاهزة من بره والمنشورات اللي مطبوعة. على ورق عال والجامعة بيقول ما كنش عندنا ورق حتى في الجامعة عندنا عشان نطلب من مطابعنا اللازم والحاجات للاولاد والحاجات اللي بتحتاجها الجامعة واستمروا في الفتنة برضه .. هذه الشرذمة، وقتها كنا ممزقين زي ما إحنا عارفين وأنا باعد المعركة. قلت برضه مرة أخرى. بلاش باضبط النفس لأنه كان فيه موقف مخليني لأزم أسكت وهوه أنه كانت جبهتنا سمعتومني حكيت كانت الجبهة مكشوفة .. خطة دفاعنا مكشوفة نتيجة إهمال من وزير الحربية اللي أقيل في أكتوبر 72 إلى أن أتممنا خطتنا الدفاعية كاملة .. جيت في ديسمبر وقلت في مجلس الشعب لن أسمح بعد اليوم ومسكنا الأولاد دول وقدمناهم وأيضاً إلى النيابة لا بالمعتقلات ولا بقانون عسكري أبداً بسيادة القانون .. برغم ده كله وبرغم التمزق اللي البلد فيه وبرغم الشوشرة والتشكيك في كل شئ .. والتكتيك ده باحط تحته خطين لأني جاي له لأنه مستمر لغاية النهاردة .. تشكيك في القيادة تشكيك في الحكم تشكيك في نزاهة كل إنسان في هذا البلد. هم بني الشرذمة ومن وشهم هم اللي يصلحوا وهم اللي يقرروا ينقذوا البلد من النصفوية والانهزامية والامبريالية والاستعمارية كل الألسنة الطويلة اللي تعالت في مجلس الجامعات عشرة أيام أثناء احتلاله في أوائل 72 ثم في أواخر 72 في الكليات بين الطلبة.

وكانت بتوصلني جوابات من الطلبة موقعين عليها بأن هذه الشرذمة ابتدت تعمل زي البلطجية ..

ابتدوا بروحوا على غرف المحاضرات وبيفتحوا الباب والأستاذ جوه ويطلعوا الطلبة علشان يعملوا إضراب.

وجاتني جوابات موقع عليها ومن جامعة عين شمس بالذات أن هذه الشرذمة تحولت إلى بلطجية وإحنا عايزين نتعلم عايزين نشوف مستقبلنا.

          وأعلنت في مجلس الشعب في ديسمبر 72 أوائل 73 مباشرة قدمنا الأولاد دول إلى النيابة وللأسف كان هناك بعض العناصر المتخلفة من مراكز القوى سواء في الصحف أو بعض العناصر اللي بتدين بنفس المذهب بتاع الشرذمة وكانوا بيروحوا يحضروا اجتماعاتهم في الجامعات ويخطبوا مع الطلبة في الجامعات .. صحفيين كل هذه الشراذم في يناير 73 أنا كنت باجهز للمعركة خلاص عزلت أكثر من 120 صحفي جبت الطلبة دول وقلت أنا داخل معركة محدش كان راضي يصدق خالص. ولكن تحليت برضه بالصبر .. ليه مفهومي اللي أنا عايز أقوله واللي كان يجب أن إحنا منذ بدأنا الثورة نضعه موضع المناقشة علشان نرسى على حل للمارسة الجديدة بعد ثورتنا وبعد ما أصبح امرنا في أيدينا.

          أيام الأحزاب كانت الأحزاب خاضعة للملك ولدار المندوب السامي ثم دار السفير البريطاني أه .. هوه كان جايز كان هذا مطلوب وكان صح لكن بعد ما قمنا يثورتنا وبعد ما أصبحت أرادتنا ملكنا لأبد من أسلوب جديد للمارسة خصوصاً أن هذه الأجيال اللي هما بتوع الجامعات اللي حيطلعوا فوراً إلى الحياة العملية علشان يتسلموا المسؤولية محصلش .. بل أفسدت مراكز القوى هذه الشراذم من الطلبة في 73 وعلشان أوقف الموجه دي قلت .. لا .. لا يمكن يستمر هذا الحال راحوا أمام النيابة الصحفيين عزلتهم كتعبير أنا في ذلك الوقت مش عايز وسائل الإعلام تقف تمدحني ولا تعمل قصائد مديح فيه أنا كل اللي طالبه انه .. اقفوا مع بلدكم

          نشر في أواخر 72 وأوائل 73 أنه مصر انتهت خلاص .. والوضع منهار كاملاً يمكن سمعتهم على مراسل أجنبي يومين أو ثلاثة كتب في هذا سلسلة مقالات نشرت في إنجلترا وفي أمريكا .. أن مصر انتهت خلاص .. وصدفة كانت الفتنة الطائفية. حدثت .. بدأت من صيف 72 واستمرت إلى آخر شتاء 72 يعني أوائل 73 معاصرة لنفس الكلام اللي أنا حكيته وبعدين فت أنا على الأزهر وعلى البابا وخلصنا العملية وانهينا وبعدها زي ماقلت حاولت أقول لوسائل الإعلام .. احترموا بلدكم ودافعوا عن بلدكم ماتدافعوش عني أنا مش عايز حد يدافع عني .. إطلاقاً.

          إنما لما العالم بره كله في أواخر 72 وأوائل 73. اللي يقرأ صحف السم يقول مصر انتهت نهائياً لا معركة ولا شئ والخبراء السوفيت مشوا والامباريالية والاستعمارية .. وايه في هذا الوقت علاقتنا مقطوعة كاملاً مع أمريكا وباهاجم وزير خارجية أمريكا روجرز بأعنف ماقيل من هجمات وتلافوها في الصحف موجودة وأمام مجلس الشعب موجودة مضابط المجلس موجودة والصحف برغم ده كله شوفوا باه التشكيك .. لا الامبريالية والاستعمارية .. و .. و ,, لا بيننا وبين أمريكا صلة ولا فيه أي حاجة لمجرد انه اللي وراء هذه الشرذمة وهو .. الاتحاد السوفيتي .. خد الضربة بتاعة الخبراء في 72 ومن قبلها في 71 وقفنا مع ثورة السودان وقلت باسم مصر كلها إحنا لا نوافق على هذا اللي جرى في السودان وخدنا موقف.

إرادة الشعب هي صمام الأمان

          غضب منا طبعاً السوفيت .. فلابد الشراذم الداخلية تغضب هي الأخرى .. طيب .. جات 73 وجمهرة كبيرة جداً اهتزت أعصابهم. زي البعض في الأيام الماضية .. ماشفتها وضحكت .. أيامها ضحكت .. والمرة دي برضه ضحكت .. اهتزت أعصابهم خالص. ومصر خلاص لكن في أوائل 72 وأوائل 73 كنا في أسوأ وضع وحتى أخوانا العرب وحتى إحنا النهاردة ماجناش في وضع سئ زي ماحاحكي لكم كنا في أسوأ وضع حتى إخواننا العرب وحتى شعبنا مش مصدق أنه .. لا فيه معركة ولا فيه حاجة والوضع ميئوس منه وكل شئ انتهى أبداً ضحكت أيامها ومشيت الأمور وعملنا المعركة بالتخطيط لها عربياً .. دولياً في مجلس الأمن أفريقيا المؤتمر الأفريقي مع دول عدم الانحياز فرصة كاملة للعالم كله .. وعملنا معركتنا في أكتوبر 73 أثبتنا ذاتنا واستعدنا ثقتنا في أنفسنا وثقة العالم كله فينا.

          أنا قلت بعد دى لابد أن كل شئ سيعود لاوضاعة الطبيعية لأنه أسهل حاجة أني ألجأ إلى الإجراءات لأن دي أسهل حاجة في يد الحاكم دي مش القوة الحاكم القوي اللي ما بيلجأش لإجراءات المحاكم القوي هو اللي يلجأ إلى الشعب ومنطلق وإلى التخطيط واشراك الشعب في كل مشكلة وصمام الأمن دائما تبقى هي دائماً إرادة الشعب وهي الحرية والديموقراطية .. دائماً دي صمام الأمن. حتى تلاقوا أنه يوم 28 سبتمبر سنة 73 أي قبل المعركة بأيام وفي ذكرى عبدالناصر قلت الطلبة اللي مقبوض عليهم سماح كله الصحفيين اللي عزلتهم ولم اقطع عيشهم أنا عزلتهم بس عن أن يكتبوا في الصحف ولكن لم يقطع رزق واحد ولا قريبه أبداً لأن الهدف عندي مش انتقام. ده أنا عايز أقول ياناس اقفوا مع بلدكم مش معايا اقفوا مع بلدكم اللي بتشوه بره ومليانه تشوية من كتابات هؤلاء الصحفيين ومن تعذيتهم للمراسلين الأجانب وعلى رأسهم اللي أبعد من يومين ثلاثة ده بينفذ وهم كانوا بهذا الكلام كله ضد بلدهم.

          جيت في 28 سبتمبر وقلت الطلبة يعفوا مافيش قضايا خلاص نهائي. جميع الصحفيين اللي عزلوا المائة والعشرين كله يعودوا إلى صحفهم كما كان تاني أيامها افتكروا أني أنا باتراجع. وطلع جماعة يكتبوا قالوا السادات بيعمل مصالحة وطنية .. مصالحة وطنية هو أنا بيني وبين واحد من شعبي مشكلة أو بيني وبين واحد من شعبي خصومة. أبداً في النهاية أنا مسؤول عن الشعب كله، ولا يمكن أن تقوم خصومة بيني وبين أى واحد مهما كانت الأمور الخصومة تقوم بين أي واحد وبين مصالح الشعب .. وسيادة القانون هيه اللي بتحلها .. إنما أنا مافيش خصومة بيني وبين أي حد.

حرية صحافة كاملة بعد المعركة مباشرة

          وفوجئ الكل في 6 أكتوبر بالمعركة بعدها بأيام .. فهموا وعرفوا أنا ليه قلت خلاص وبعد المعركة قلت خلاص يعني التمزق اللي عشناه والمهانة والمذلة اللي عشنا فيها. كل ده وانتهى يبقى كل هذه الأساليب بتنتهي وعقب المعركة مباشرة حرية وصحافة كاملة. كاملة بالكامل. قبلها. قبل المعركة بسنتين في 71 أغلقت المعتقلات نهائياً ولم يبق في مصر معتقل سياسي واحد بل أكثر من هذا المكوم عليهم سياسياً طلعتهم جميعاً ولم يعد لا معتقلات ولا مسجونين سياسيين بأحكام محاكم.

          جيت بعد المعركة في أوائل 74 حرية صحافة كاملة لأنه زي ماباقول لكم أنا إيماني أن الحرية هي صمام الأمن مش الإجراءات صمام الأمن أبداً .. أبداً جمعت الصحافة بتاعتنا برضة وجمعتهم تذكروا في الإسكندرية. في قصر رأس التين وقلت لهم عيب أنا مش حارجع القيود على الصحافة ولا على حرية الصحافة لكن لا تعنى حرية الصحافة أنه يطلع كل جرنال يتباري في تشوية صورة البلد كان البلد كلها سلبيات ومفيش أي انجاز. ماهي دي تعبئة حتى خربت مثل وقتها وقلت أن فيه سفير أجنبي فعلاً راح لوزير الخارجية عندنا وقال له في مقابلة كان بيخلصوا شغلهم. قال له الثورة حتقوم أمتى قام وزير الخارجية قال له ثورة أيه .. قال له والله لما بأقرأ جرايدكم بأحس أنه فيه تعبئة وتسخين كامل لثورة مقبلة لأن مافيش في جرايدكم غير سلبيات وأخطاء ورشاوي وجرائم. والبلد مافيهاش أي إنجاز كان أمر مضحك حقيقة حكيتها للصحفيين مفيش فايدة لأن حاجي برضه للمرحلة اللي إحنا وصلنا لها النهاردة فاتت 74 .. بدءاً من 75 رجعت تاني نفس الشرذمة، وأنا باراجع أسماء المقبوض عليهم في الحوادث في الفتنة الأخيرة.

          لقيت فيهم من هؤلاء الأسماء اللي أنا سامحتهم مرة وأثنين وثلاثة هم هم شرذمة هي . هي .. فاتت 74 ساكتين 75 أبتدأت إنما كان مضحك قوي دا حرية الصحافة من 74 واضحة والمعتقلات كانت مقفولة لها ثلاث أربع سنين وحرب أكتوبر تمت ولم يتخذ فيها إجراء استثنائي واحد. مع أن إحنا كنا في حالة حرب ولم يعتقل واحد في مصر وإحنا في حالة حرب رجعوا للنغمة هي . هي . النغمة القديمة، الحريات ، الديموقراطيات. الله حريات أيه مع دولة المؤسسات ما هي دي دولة المؤسسات وفيه مجلس شعب. وقاعد كل يوم ماسك الحكومة بيشرح فيها ومجلس وزراء واخد سلطته كاملة. وقضاء أعيد له حرمته وكيانه كاملاً. وأُعيد كل من أضير الجامعات فيه أساتذه جم وحدوا أحكام من اللي طلعوا سنة 54 في التطهير اللي حكيت لكم عنهم جم وخدوا احكام ووجدوا فرق ولكنهم لأنهم جاوزوا سن المعاش. اتحكم لهم والدولة ما امتنعتش ماقالتش حاجة. أنا قلت خلاص بنلم الجراح كلها .. وبنقفل الجراح بانتصارنا في معركة 73 وبنخش باه على إعادة البناء.

          75 أبتدأ نفس الشعارات جرائد الحائط قلة الحياء الوقاحة. التطاول قلت لا .. دي مسألة بقيت يعني مش تمام.

هدف جديد للمؤامرة في عام 1976

          دخلنا 76 نفس الشئ .. أبتدت الجامعات الموسم ده في 76 تذكروا حاولوا وإحنا في 75 باه ما عملناش إجراءات ولا اتخذنا إجراء ولا حاجة وسبنا العملية بينهم وبين بعض جوه.

          في 76 أكتوبر اللي فات ده أبتدت الجامعة .. نفس الشراذم. بتجري على الطلبة .. بهدف جديد باه المرة دي لازم نطلع مظاهرات في الشارع ولازم نحتك بالبوليس ولازم نثبت أن هذا النظام مفهوش حرية ولا ديموقراطية ولا ولا .. ولا.

          وقعدوا يحاولوا لغاية 25 نوفمبر اللي فات ده تذكروا لما طلع 300 طالب بعد ما بقية القاعدة الطلابية رفضت. وطلعوا 300 طالب ومشيوا إلى مجلس الشعب ومحدش ألتفت إليهم في الشعب من الجامعة لغاية ما وصلوا مجلس الشعب إلاّ وهما فايتين على دار صحيفة روز اليوسف أثنين صحفيين طلعوا صفقوا لهم طلعوا لهم من الشبابيك، بس. أما الشعب تجاهلهم كاملاً .. راحوا مجلس الشعب قلوا حيائهم على مجلس الشعب .. وهنا بقى أنا باقول إن إحنا لازم يكون لنا وقفة بقة، قلوا حياءهم على مجلس الشعب وهنا بقى أنا بقول إن إحنا لازم يكون لنا وقفة بقة، قلوا حياءهم على مجلس الشعب وسابوا المجلس وطلعوا وراحوا على ميدان التحرير وقعدوا لغاية 8 مساء في ميدان التحرير يحاولوا مع سواقين النقل العام ومع الناس اللي واقفين في المحطات في ميدان التحرير وبإثارة. عملية الإثارة واستغلال معاناة الشعب والهدف كله أنه زي اللي بيصوروه لهم اللي ورائهم الالتحام بالشعب علشان يجروا الشعب إلى عملية يسقطوا بيها النظام محصلش حاجة. ولم يتعرض البوليس لهم تذكروا 25 نوفمبر اللي فات تطور المخطط عايزين لابد يحتكوا ولابد باه يستخدموا العنف هذه أيضاً الشراذم جبتهم زي ما حكى رئيس الوزراء ولابد أنكم سمعتوا كلمته امبارح تنظيمات شيوعية تحت الأرض. الله طيب ما إحنا صرحنا بثلاث اتجاهات يمين ووسط ويسار بل تحولت إلى أحزاب بعد الممارسة اللي تمت في المعركة الانتخابية ولو أنها برضه كانت ممارسة خاطئة زي ماحاحكي ليه. لأنه حملة التشكيك اللي قلت لكم حطوا تحتها خطين مستمرة من يوم عزل ومن قبل عزل مراكز القوى لغاية النهارده. تشكيك في الحكام تشكيك في المسؤولين تشكيك في الحكم تشكيك في كل شئ في قدرة الحكومة على حل المشاكل تشكيك كامل. انتهزوا فرصة المعركة الانتخابية الديموقراطية اللي شهد بها الخصوم قبل الأصدقاء بنظافتها وروعتها. الشحن اللي تم فيها للبلد واللي قبل كله متجه نحو شئ واحد وهو التصريح للتعبئة للخطوة المقبلة.

          وأنا نبهت ممدوح سالم بهذا قلت له يا ممدوح التعبئة دي اللي في المعركة الانتخابية واللي بيقولوه ده تعبئة لحدث جاي، ممدوح قال بنعمل انتخابات تبقى مثل في التاريخ وقد كانت فعلاً مثل في التاريخ.

مخطط كامل لحرق القاهرة

          يناير جه .. ده الشهر اللي إحنا فيه فوجئ العالم كله بتخطيط قايم لينفذ مخطط تخريبي كامل لحرق القاهرة لدرجة انه عشان يبقي عندنا فكرة .. يروحوا على المطافئ عشان يحرقوها ثم يجيبوا عربية ويقلبوها قدامها علشان كمان الحرائق اللي بتجرى في بقية القاهرة ما نجدلهاش عربيات المطافئ ولا حاجة.

          تخطيط سليم .. رئيس مجلس إدارة الأهرام واقف في الشباك وشايفهم وهما جايين على الأهرام وقفوا تحت الأهرام .. وبعدين قالوا هه .. ثلاثة الرؤوس والباقي الرعاع .. الغوغاء إنما ثلاثة الرؤوس بس. ماهم ماعندهمش هما. وقفوا تحت الأهرام وشايفهم رئيس مجلس الإدارة من الشباك وواقف وسامع الكلام كله. الله بيقولوا نعمل أيه .. دلوقت قام واحد من الثلاثة رد قال جماعات الحريق جم .. والا لاء .. أيوه جماعات الحريق أهي .. جت طيب على مخازن الورق بتاع أخبار اليوم أهه وراحوا الثلاثة منصرفين.

          نفس التكتيك ده .. حصل في كل مكان أثنين أو ثلاثة واللي حصل في المنيا وأسوان وغيرها وغيرها. نفس الشئ يجروا الناس وراهم وبعدين على الموقع يبتدوا هم أول تخريب ويروحوا سايبين علشان لما ييجي يقبض البوليس ما يقبضش إلاّ على الناس وهما مافيش حاجة .. لأن عددهم مفيش قليل وأيه عشان يقال أنها انتفاضة شعبية .. طيب ما أنا كنت في الأزهر أول امبارح وفي عربية مكشوفة وقابلت في الشوارع فوق النصف مليون وكلكم شفتوهم . انتفاضة شعبية فين .. مخطط انتهز فرصة أن قرارات صدرت ماهيش مقبولة من الناس وزيفت لأن اتقال للناس أنها بتمس الكساء الشعبي وده غلط.

          أنا قلت للعمال امبارح لما اجتمعت باتحاد النقابات أن اللي اتحط عليه ضريبة في القماش. مش القماش الشعبي الكستور والدبلان والحاجات بتاع شعبنا لأ .. ده اتحط على القماش الفاخر اللي بيسافر أمريكا .. ادعم أنا ليه قماش بيسافر أمريكا أدعمه ليه بخمسين مليون جنية. الدقيق الفاخر نفس الشئ .. اللي بياخدوه علشان يعملوا بيه عيش مفروض وحلويات .. 75% عيش و25% حلويات بياخدوا ويعملوا العكس 75% حلويات علشان التورتة مفيش حد بيسعرها له بيرفع سعرها زي ما هو عايز و 25% يعملهم عيش وحتى رغيف العيش الفينو .. بيقولوا لي باه حاجة كده رفيع من نتيجة انه دكهه عايز يكسب .. هم دول بياخدوا الدعم اللي إحنا بنعمله علشان الشعب يروح جيوب ناس مستغلين وضربت مثل بالحلاوة الطحينية. كان بندعمها بخمسة مليون طلع كنا بندفعهم لجيوب وسطاء مستغلين وما بيوصلش للشعب حاجة.

          شلنا الدعم اخدنا الخمسة مليون جنية علشان نبني بيها للبلد نفس الشئ حصل اتزيفت .. ومع ذلك أنا أوقفت القرارات علشان أوقف الفتنة.

          لكن فيه حقيقية .. اقتصادياً .. انتوا كلكم رجال العلم .. اقتصادنا لابد أن يصحح مساره لأنه مفيش بديل آخر عن تصحيح مسار اقتصادنا إلاّ الخراب.

          وإحنا مش مستعدين نخش على خراب أبداً الاصلاح ممكن الأمل زي ما سمعتنوني باتكلم امبارح موجود بالكامل لما قلت فتح قناة السويس اللي برضه الشرذمة دي يتقول برضه ليه تفتح قناة السويس وليه نعمل فض اشتباك وليه نروح جنيف حاجات مضحكة الحقيقة يعني قناة السويس فاقت كل التوقعات البترول بتاعنا بتاع خليج السويس اللي اكتشف فعلاً من الشركة اللي اكتشفته كان مديرها معايا هنا ورتبنا علشان إنتاجنا إن شاء الله في سنة 80 يكون مليون برميل يومياً ثم مش قبل أربع سنين اللي هو سنة 1980.

          قاعدين بنحسب والوزارة قاعدة تحسب وقاعدة تشتغل .. بس حصل خطأ انا زي ما قلت امبارح لو راجعتوا صحف 2 يناير تلاقوني في أول يناير جمعت القيادات وقلت لهم قانون الضرائب يطلع فوراً بأسبقية أولى قانون الضرائب بيوزع الأعباء توزيعاً عادلاً.

كل شئ ممكن مناقشته وإصلاحه

          في نظري أنا كان لازم يتم مع بعض تقديم الميزانية مع قانون الضرائب .. مع قانون الإسكان كمان مع شرح لكل واحد من دول .. لأن دول زي ما بيقولوا صفقة واحدة ـ باكيج ديل ـ ليه .. اللي حيجي يقول أنه الأعباء مش موزعة على القادرين الأعباء حنلاقيها في الضرائب .. اللي حيجي يقول الشعب عليه معاناة الفئات الشعبية حيلاقي أن الحد الأدنى للإعفاء من الضريبة أترفع بالنسبة للصغيرين .. والقاعدة الشعبية العريضة والضرائب فرضت على القادرين اللي حيجي يقول الدعم راح .. نقول له ده الدعم على القماش الفاخر اللي بيروح أمريكا وأوروبا مش على الدبلان ولا على الكستور ولا البيكة اللي إحنا بنلبسها .. أبداً.

          كان ده لازم يتقدم لكن الحكومة في غمرة العمل ومجئ بعثة صندوق النقد و .. و .. و .. الميزانية اتأخرت لأنها كان لازم نتقدم حسب الدستور قبل يناير بشهرين بالنسبة لأن كان عندنا انتخابات السنة دي زي ما انتو عارفين بتاع مجلس الشعب .. و .. و .. واتقدمت الوزارة بالقرارات ومش أبداً القرارات هية اللي عملت هذا ولا أن اللي تم نقمة شعبية لا أبداً .. ده مغالطة اللي تم بيحاولوه من 25 نوفمبر قبلها لما طلعت المظاهرات أم 300 وراحواوحاولوا كل المحاولات بنفس الشعارات اللي اتقالت في الفتنة الأخيرة علشان يشدوا الشعب معاهم .. محدش استجاب.

          ده تدبير موجود .. خطأ. وقع بالنسبة للقرارات .. أه خطأ وقع يتصلح مش مشكلة .. آمال إحنا عملنا المؤسسات ليه ماهو علشان يقعد مجلس الشعب ويقول لهم لاءه .. ده ممكن .. وده شئ ممكن .. وعلشان بيجوا لي اتحاد العمال. اتحاد العمال حقيقة يستحقوا كل تقدير.

          أنا كنت في أسوان راحوا بعثوا لي اتحاد العمال مجلس اتحاد العمال اجتمع وراح بعث لي على أسوان على طول وطلبوا أنهم بييجوا لي على أسوان .. قلت لهم لاءه ابعثوا لي رسالتكم بعثوا لي رسالتهم .. ناس خايفين على بلدهم الحقيقة يعني ومفيش حد بيملي علينا أرادته امرنا بيدنا وأي شئ ممكن نناقشه وأي خطأ ممكن يتصلح لكن يسبق هذا كله برضه تعبئة خطأ من الصحف اللي يمسك صحفنا يلاقي انحرافات .. رشاوى المدعى الاشتراكي مش عارف بيعمل أيه .. النيابة العامة فيها أيه طب ما هو يعني ما هو أبلغ تعبير عن هذا كله أنه مفيش حاجة منسابة بدل يعني علشان نرد على التشكيك كله .. مفيش حاجة منسابة .. كل شئ يتحقق فيه . لكن مفيش داعي للإثارة دى كلها.

          الإعلام يتحمل وزر رهيب في اللي جرى لأنه عبأ شحن .. وبعدين المتآمرين راحوا منتهزين الفرصة .. وتم اللي تم.

عبادة صنم الاشتراكية

          أرجوا بأه للمفهوم إلى يجب أن يكون مفهوماً جديداً لأنه بعد الفتنة اللي حدثت إذا استمرينا بالاندفاع بالقصور الذاتي القديم اللي زي ما حكيت لكم فشل حتى بمعركة 73 فوتوا سنة وشوية وبعدين ابتدوا نفس الكلام تاني مالم يكون مفهوم واضح ومحدد وجديد ما نقدرش أبداً نستمر بهذا الشكل وما نقدرش أبداً نسيب شراذم قليلة زي دي في وسط قاعدة طلابية سليمة تريد أن تعمل وتريد أن تحصل العلم وتخرج إلى الحياة علشان تشوش أفكارهم هذه الشراذم.

          ويخدوهم ويشدوهم إلى معارك وهمية قايمة على شعارات كذب وتلفيق والهدف منها كله أن الناس دول يتولوا السلطة أو بغيروا النظام. عشان ترجع المعتقلات تاني ترجع الحراسة تاني وترجع الحكاية اللي قلت عليها صنم الاشتراكية اللي يلاقوه لابس بدلة يقطعوها له مش كده محدش يلبس بدلة عندهم ما هو ده صنم الاشتراكية قعدنا عبدناه وفضلنا لغاية البلد ما بقيت على البلاطه .. وأجي أقول انفتاح اقتصادي زي ما قلت امبارح أمام العمال انفتاح بالخصه في كلمتين .. أنه أريد إضافة إنتاج وعماله لمصر. بس اللي يقدر يعمل هذا يتفضل يجيني وأنا حاشيل من عليه كل القيود اللي بيجي يزود إنتاج ويزود لي العمالة يشغل لي ناس ويديها مرتباتها .. طبعاً كله عائد على البلاد ما هي ثروة في البلد.

          النهاردة وصلنا لغاية البيضة مطلوبة من الدولة لأن خلاص صنم الاشتراكية قال ما حدش حتى يعمل مزرعة فراخ صغيرة كده .. لاء .. دي رأسمالية واحتكارية استعمارية امبرالية كل الألفاظ اللي إحنا عارفينها ذي كلها.

          إشتراكية أيه دي اللي تبقى اشتراكية والشعب مش قادر يطلع أكله .. أنا مش فاهم معنى الاشتراكية دي اللي الشعب مش قادر يطلع فيها أكله يستطيع يأكل ويؤكل اللي جنبة كمان . مفيش .. كان ممنوع مباشرة أي نشاط خاص إطلاقاً حا يقول الانفتاح .. كل من يزيد في هذا البلد إنتاج وعمالة .. يتفضل ييجي يعملها عندي .. ويعملها فيه .. ما حيبنيها جوه هنا .. على أرض مصر وعلى تراب مصر خايف من ايه أنا عقد ايه اللي بنخاف منها تاني.

          هنا بأرجع للمفهوم الجديد .. إحنا جينا في هذه الفتنة وإنشاء الله حتيجي الجامعات في المرحلة المقبلة .. في صيف 71 زي ما سمعتم أنا بأطالب باستقلال الجامعات مغيرتش ولائها حا غير بعد اللي جرى .. ولا حارجع في استقلال الجامعات. لا .. لابد أن تستقل الجامعات ولابد أن تكون كل جامعة مؤسسة كاملة لها كل اختصاصها لابد لأنني بأبني دولة مؤسسات.

          ماباتناقش مع نفسي .. أبداً .. أبداً .. وموش اللي حصل ده حيخليني أغير أبداً .. ماهو أسهل حاجة كان أني افتح المعتقل وأمام الشعب كله وبموافقة الشعب كله اعزل دول كلهم .. في أي مكان .. لكن أنا مابارجعش أبداً في كلمتي من ناحية.

          بل أنا مؤمن أن الديموقراطية صمام أمن لأنه على الأقل كلنا بنعرف لما تقع فتنة زي دي بدل ما كان كل شئ يبقى معمى كلكم شفتوا في التليفزيون وقرأتوا في الجرائد والمراسلين الأجانب كتبوا وبعتوا كله انكتب الشعب كله استنكر وحقيقة .. بأحس بانفعال وراحة ساعة ما بيجيلي ناس .. لسه قبل ما أجي ليكم دلوفتي واحد جاي وحاطط شيك بألف جنية وقال لي اسمي ما ينكتبش أبداً. ما تكتبوش أسمي علشان إصلاح التلفيات .. المسكينة البسيطة اللي تروح تدي خمسة جنية والا جنية ولا خمسين قرش .. ادي ميزة الديموقراطية كنا مشتركين في استنكار أي شي.

          يبقى اللي يفكر يعمل كده تاني الدور ده بقى أنا بكلف الشعب مش قوات الأمن بس .. باه لاء ده أنا بكلف الشعب باه .. أنه يتولاه مع قوات الأمن بلا رحمه .. بلا رحمه .. أبداً .. لأن حرق القاهرة .. لاء نيجي للمارسة .. حتيجوا الجامعات وحنخش وحنطلع جرائد الحائط والبوليس وورا النيابة المخازن خمس مخازن جرائد حائط مرسومة ومكتوبة ومتجهزة علشان تتعلق .. في الجامعات الشرذمة .. اياها حتروح على الأولاد .. أنا باقول تناقشوا هذا الموضوع وأنا عندي فيه بعض منطلقات باحطها قدامكم عشان تناقشوا برضه كعادتنا من ساعة بناء دولة المؤسسات.

          إن كل مؤسسة صاحبة الشأن لأزم تقول رأيها ولازم تناقش الأمور قبل ما يصدر القرار .. أنا باقول إضراب .. اعتصام .. تعطيل للدراسة عمل البلطجية اللي يتم داخل حرم الجامعة ممنوع .. واضح وبصراحة.

أنا بقول الآتي ..
          الطالب .. طالب علم ومواطن له حق طلب العلم على الدولة وله حق المواطن في إبداء رأيه...

          طيب المعاهد العلمية اللي هيه الجامعات والمدارس كلها بتدي له العلم .. عايز يقول رأيه ويشتغل في السياسة يتفضل يروح عند حزب من الأحزاب اللي موجودة وقانون الأحزاب حيصدر قريب يحدد طريقة قيام الأحزاب ومجلس الشعب اللي اختارته المانة بمحض أرادتها هوه اللي حيقرر هذا يتفضل يروح يمارس بره.

          استغلال باه المادة المتفجرة في الشباب اللي هم الطلبة دول .. لايجب ان تكون في الجامعة مرة أخرى أبداً. يكون واضح أن موقفنا في الجامعات غريب .. اوي موقف مضحك جداً حقيقة في المعسكر الاشتراكي اللي هوه روسيا السوفيتية ومن حولها ما ادتش اللي إحنا أديناه هنا في مصر من تكافؤ فرص مفيش هناك كمبيوتر بيقعد يعمل المجموع ويشرف مين قبل مين والكلية دي لمين بصرف النظر عن أي حاجة لاءه .. لاءه في روسيا أولاد والحزب هم اللي بيخشوا بس ولا مجاميع ولا غيره بتوع الحزب. وفي روسيا لوا تحرك واحد في الجامعة بيعرفوه جوه.

          طب مش هي دي اللي بيقولوا عليها واللي الشرذمة دي عايزة تعمل لينا نظام زيها .. أعمل لهم هنا نظام كده.

          طيب اللي بيحصل في المعسكر الاشتراكي ومفيش أحزاب انتوا عارفين سامعين طبعاً وعارفين يعني .. والعالم كله عارف مفيش أحزاب يعني. وهناك كله كده خط واحد مفيش غيره اللي عاجبه عاجبه والي مش عاجبه بره ولو أتكلم على سيبيريا .. نطبق ده هنا .. لا مش حاطبقه .. أنا باقول أولادي ياخدوا الفرصة المتكافئة اللي يجيب مجموع أكبر يخش الكلية اللي ليها المجموع الأكبر وهكذا .. حافضل فيه .. يبقى أولادي الطلبة لازم يسمعوا .. القاعدة العريضة الطيبة تسمع هذا الكلام مني النهاردة لأنه مفيش رجوع .. إطلاقاً .. أنا باحطه أمامكم ونتناقش فيه ومفيش رجوع أبداً لأنه بقى دى مسألة مش ملكي ولا ملككم ولا ملك أي حد أبداً دي ملك الشعب ملك المستقبل والأجيال اللي جاية.

لا اجتماعات سياسية داخل الجامعة

          حاجة تاني ... طيب المعسكر الاشتراكي اللي بيقولوا عليه ما هو فيه كده طيب نشوف في الرأسمالية فيها أيه في الرأسمالية الطالب بيدفع مصاريف الجامعة وكلكم درستم في الخارج وشفتم الجامعات وأد أيه بتصل مصاريف الطالب في السنة الواحدة واللي بيقبله مجلس إدارة الجامعة او برفضه.

          وفي الجامعات مش مجلس إدارة الجامعات ساعات اللي بيرفد .. لاء .. ده الأستاذ بيرفد الأستاذ يقول للتلميذ انته بره .. على طول الأستاذ مع أنه جاي دافع مصاريف .. يقول له انته بره .. خلاص بره انتهى .. وضع مضحك لا حصلنا اشتراكية ولا حصلنا رأسمالية .. طيب اللي ينصرف على الجامعة ده منين .. على الأولاد دول ده مال الشعب. من عرق الفلاح وعرق العامل الضرايب .. اللي إحنا كلنا بندفعها الجهد والعرق اللي إحنا بنبذله كله ده اللي إحنا بنصرفه على أولادنا في الجامعة اللي بيقبل انه يقعد علشان يتعلم حسب ما مجموعة ما بيؤهله بتكافؤ فرص كامل مطلق أهلاً وسهلاً .. اللي مش عايز وبيثير أو بيعطل الدراسة حتى أو يحض على تعطيل الدراسة لأزم يمشي بره لأن فيه غيره بره في الصف أحق منه بييجي يخش من أولاد الشعب. ما عدش باه المفاهيم القديمة وحزب الوفد باعت جماعة بلطجية والأخوان المسلمين باعتين جماعة بسكاكين .. والدستوريين والسعديين بسكاكين وكرابيج .. لاء .. الكلام .. ده .. لاء.

          أفسدوا الأجيال أليّ عندنا وجت للاسف مراكز القوى عندنا كملت على هذا الفساد بالكلام اللي أن حكتهولكم .. لاء ده من النهارده يبقي واضح. رساله العلم .. رسالة المعاهد العلمية هي العلم مفيش اجتماعات سياسية داخل الجامعة إطلاقاً .. اللي عايز يشتغل في السياسة يروح يدور على الحزب اللي هو عاوزه بره .. في الجامعة ده حرم للعلم.

          فيما خلا هذا طبعاً كمواطنين بينطوا تحت الإطار العام لكل مواطن أن له الحق أن يبدي رأيه في كل اللي هوه عايزه .. عن طريق القنوات الشرعية. وبكده .. تستقيم الأمور وباتمنى انه يصلني رأيكم في هذا قبل ما أقول خطبتي إن شاء الله أنا حاقولها لأن كل هذه الأمور لازم حاحطها على بلاطة أما الشعب.

          أمر أخير بيحزنني أن أكلمكم فيه وبيؤسفني حقيقة ولكن زي ما قلت امبارح للعمال في كل فئة فيه شواذ .. العمال فيها شواذ الطلبة فيها شواذ .. الشواذ دول .. لكن من القاعدة الطلابية العمال حافظوا على مصانع وكان الهدف إحراق المصانع كلها .. حافظوا على مصانعهم بالكامل بل قالوا عايزين نركب دي الوقت هاتوا لنا طيارة نروح أسوان لرئيس الجمهورية طلبوها من النائب حسني مبارك.

قال لهم اللي انتوا عايزينه نوصله له في الحال فوصلوا لي رأيهم في الحال.

          حافظوا على أدوات الإنتاج وعلى مصانعهم لأنها ملكهم وملك الشعب .. في الجامعات المختلفة وفي هيئات التدريس بيؤسفني أقول انه فيه ناس لا يجب أن يكونوا في هذا المكان أبداً وباقولها بمنتهى الصراحة.

أنا حاضرب مثل واحد في جامعة الإسكندرية .. وإخوانا بتوع جامعة الإسكندرية موجودين.

          عصمت زين الدين قبل ما اتولى كلكم كنتم عارفين أيه اللي اتخذ معاه .. اتوليت بعث لي خطاب بخط يده .. استعطاف وصل إلى أقصى مداه .. وجه الوقت اللي زي أنا ما قلت لكم لميت الجراح كلها .. قلت كله يرجع حتى الدكتور إبراهيم عبده اللي عندكم في آداب القاهرة. رجع لكن لأن سنه تجاوز السن القانونية خد الحكم وخد مرتباته وخد كيانه 24 قيراط وكتب لي كتاب ديك النهار قريتوه كلكم .. وندهت له وناقشته فيه وقلت له أنت غلطان غلطان في كل كلمة قلتها .. جوه هذا الكتاب يعنى مفيش حاجة طيب .. في رسالة من عصمت زين الدين تاريخها 7/9/74 على ورق كلية الهندسة قسم الهندسة النووية .. بيقول لي أيه بيقول السيد رئيس الجمهورية.

          أن القائد الذي أعاد للشعب ثورة يوليو وقام بتصفية مراكز القوى والإرهاب وأعاد للمواطن أمنه وحريته وقدسية حقوقه والذي تحمل الآم الشعب وانانه من مرارة الهزيمة وصرخات من أجل الثأر لكرامته والقائد الذي عاهد الشعب على معركة استرداد شرفه فعمل في صبر وصمت والذي حقق وحدة الشعب العربي جماهيرياً أو حكاماً من أجل المعركة والذي أعطى أبناء الشعب في القوات المسلحة كل قدرات المعركة إيماناً وأمل وثقة وسلاح، ثم تحمل المسؤولية التاريخية عن قرار المعركة والعبور وقاد المعركة السياسية بعد أن أنجزت القوات المسلحة مهمتها فحقق للشعب نصر الله الذي دفع في شرايين مصر نبض الحياة وأعاد للشعب شرفه وغسل عار الهزيمة في 67 فأعطاه الشعب كل الحب والاقتناع بقيادته الرشيدة امتداداً لتاريخه في النضال الوطني فسماه الشعب بالقائد الصادق الأمين.

          ده كله بإمضاء عصمت زين الدين .. وكلكم ما انتوش محتاجين تسمعوا مني بيقول أيه إخوانا بتوع جامعة الأزهر حضروا كلامه أخيراً تهجم.

رئيس جامعة الأزهر يروي الوقائع

          ووقف الدكتور محمد حسن فايد رئيس جامعة الأزهر ليشرح ما حدث خلال اجتماعات جامعة الأزهر التي حضرها الدكتور عصمت زين الدين فقال: اللي حدث كله في اجتماع لم أحضره وكنت في المجلس القومي ثم علمت أنه حضر ودعا عيسى عبده إلى هذا الاجتماع وتكلم عيسى عبده بكلام غير سليم وهو أيضاً تكلم بكلام غير سليم في الثاني، دعيت الطلاب في اتحاد الطلاب وعملت اجتماع معهم وتبين بأن الشرذمة اللي سيادتك تحدثت عنها هي التي تولت هذا الأمر وأن جميع الطلاب استنكروا هذا العمل وأحضرت عيسى عبده لأنهم كانوا دعوه برضه للحضور في هذه المرة وتكلمت معه على انفراد وتقريباً كان حديث شديد معه، كيف يحضر إلى جامعة الأزهر ويتكلم بمثل هذا الكلام ثم يدعو عصمت ويتكلم بمثل هذا الكلام فأكد لي عصمت ما كنت أعلمه عنه من أنه سيتحدث بمثل ما قال وأنا فقلت له كان الواجب عليك أن تسكته وتقاطعه وتخرجه من الجلسة .. كانوا في هذه الجلسة واعتقد برضه بأن يمكن بلغ المسؤولين أو بلغ سيادتك كانوا الطلاب في نفس هذا اليوم الذي حضرت فيه دعوا حلمي مراد .. الأستاذ الدكتور حلمي مراد. وحضر حلمي مراد في أثناء ما كان الطالب بيقول الكلمة بتاعته وبدأ حلمي مراد يتكلم وقلت لعيس عبده انتظر. فبدأ حلمي مراد يتكلم ثم بدأ يتكلم في مجلس الشورى والديموقراطية وتكلم بكلام جايز يكون كلامه سلبي ثم تدرج من هذا الكلام إلى أنه يقول: الواقع أن تطبيق الشريعة الإسلامية ليس مبدأ يعني شعار يقال أو قوانين تسن وإنما الأول يجب أن نوجد المجتمع المسلم فنطعم الجائع ونمنع ما أعرفش أيه وبعدين نبقى نطبق الشريعة الإسلامية. فسحبت الميكروفون من أمامه .. طلبوا مني أن أنتظر حتى ينتهي من كلمته فقلت لا فقلت هذه الكلمات التي يقولها الدكتور مراد هذه دعوة وصدى إلى ما يردده البعض من انه لا مجال إلى تطبيق الشريعة الإسلامية وإنهم يريدون أن يعطلوا الشريعة الإسلامية. الطلبة حينما سمعوا منهم هذا الكلام ثاروا عليهم .. أنا استغليت هذه الفرصة في الواقع وتكلمت بهذا الكلام فصفق الطلبة كثيراً.

          جم الطلبة كانوا محددين يوم الأثنين ففجأة في يوم الثلاثاء اللي هو حدثت فيه الفتن غيروا الاجتماع من يوم الأثنين إلى يوم الثلاثاء فجئت إلى المجلس الأعلى للتعليم فقالوا أن إحنا دعينا عمر التلمساني ليلقي محاضره. عمر التلمساني لا أدري لماذا تأخر الموعد كان الساعة 11 وبعد الساعة 12 كان الطلبة موجودين في القاعة أنا كنت أمرت أن القاعة وجلست بجانبه وهمست في أذنه كنت رحت المجلس الأعلى للتعليم انتظرت فلقيت طالب من كلية أصول الدين بيتحدث مع الطلاب في كلام إسلامي وينصرف الطلاب.

          فجأة بعد ساعة ونصف من تاريخ الموعد المحدد لحضور عمر التلمساني بصيت لقيت أثنين من الطلبة فقط جايبنوا وجايين وأنا منبه عليهم إذا جه يطلع عليا على فوق في المكتب .. فخدوه ونزلوا على القاعة مباشرة فنزلت إلى القاعة وجلست بجانبه وهمست في أذنه بأن هناك فئة من الناس يريدون إثارة الفتنة. وحذار أن تتكلم كلاماً فيه فتنة فلتكن في النصيحة .. وفعلاً تكلم الأستاذ عمر التلمساني كلاماً كان كله نصح وكله إرشاد للطلبة بمثل ما تقول سيادتك من أنهم طلاب علم يجب أن يحصنوا أنفسهم بالعلم وليس تحصين النفس قبل أن يكون بتحصين الناس حصنوا أنفسهم وتطبيق الشريعة الإسلامية دي ليس مش معناها تطبيق الشريعة الإسلامية النهارده يعني لابد من سن قوانين .. و .. الخ ثم انتو فاهمين أيه هو انتو لما تعملوا إضرابات أو مظاهرات هو دا ملك مين .. هو دا ملك الحاكم أو ملك أحداً دا ملكنا جميعاً حرام حرام يا طلبة الأزهر الي أخره نكلم الراجل أكثر من ساعة ونصف وهو في كلامة كلام كله نصح وإرشاد.

السادات يستكمل حكمته

          الرئيس السادات: بعدما سمعنا فضيلة الشيخ الأستاذ وإحنا بنتناول موضوع عصمت أظن واضح لما بنقول أنه ما فيش أي نشاط سياسي داخل الجامعة، معنى هذا أن يلجأ زي ما سمعنا البعض برؤوس يستنجدوا للأسف إثارة الطلاب لأنها المادة المشتعلة لا يمكن أن نسمح لهؤلاء، لأنكم تعملوا حضراتكم جميعاً، ان عبدالناصر بذيتة، بتدخل الجامعة وتدعى علشان تقول أشعار وغناء أو شئ من هذه الحقيقة، كل ده انتهى وقته، خلونا بقى في ممارسة واضحة وصريحة، ويرجع للموضع موضع عصمت .. وأوريكم رسالة بعتها لي عصمت لو جيت أنا أكتب أبداً ده سنة 1974، عصمت بتقول الآن الـ 9 مليون اللي راحوا الاستفتاء دول مش الشعب ورئيس الجمهورية مش شرعي ومجلس الأمة لازم يحل واللي قاله عصمت في الأزهر قاله في اجتماع في المنصورة ـ في جامعة المنصورة ـ وفي اجتماعات أخرى وحضروا برضه معاه بعض من يستجدى العطف في الإسكندرية من أعضاء مجلس الشعب، حضروا اجتماعات من هذا النوع ومن هذا السياق اللي بنطلع منه أيه؟ اللي بنطلع منه أنه إحنا عايزين والله نحط المسائل واضحة وصريحة، غير مسموح بالوقاحة أو بالخروج عن الحدود، القيم اللي إحنا تعارفنا عليها في القرية ـ ولما بقول القرية ـ قام وطلع البعض وقال المدينة كمان ـ طب ما هو القرية هو أساس المدينة .. ولما باقول القرية باقول البناء الداخلي للإنسان .. بدون هذا البناء الداخلي ما يستطيع أن يصمد للعواطف أو لغيره ونتخلص كلها في العودة للقيم الأساسية بتاعتنا للدين والإيمان، واللي مش عاجبه بلاش بقعد في وسط أولادنا ويسمم أفكارهم، وكان زمان وأنا حزنت حقيقة لما علمت أن بعض من إخواننا من أعضاء هيئات التدريس في جامعة الإسكندرية بعد القبض على الدكتور عصمت زين الدين قرروا أنهم يعتصموا أو يحتجوا أو .. أو .. أو .. وكان ده معتقل .. لا، الدكتور عصمت زين الدين شأنه شأن أي واحد بتحقق معاه النيابة ولكن أنا باطلب من هيئة التدريس في جامعة الإسكندرية، وفي جميع الجامعات أن تخرج من صفوفها كل من يتعاون مع هذه الشراذم ولهيئات الجامعات أنتم كلكم أدري مني كلكم تعرفوهم وكلكم أدري مني بينهم .. آن الأوان عشان نكون واضحين وصريحين في مواجهتنا لمشكلتنا ولشعبنا ـ اللي حصل، انهيار في القيم انهيار كامل في القيم، يعني إذا أرادت شراذم مضللة أن تعمل هذا، لا يجوز أبداً هذا من عضو من أعضاء هيئة التدريس إطلاقاً والدولة فيها متسع كبير جداً علشان ي باشر نشاطه بس مش في الأماكن اللي بيأثروا فيها على أولادنا بأشياء سلفاً هي للإثارة وللتضليل وتشتيت الجيل الجديد اللي إحنا عايزين نبنيه على أسس من العقيدة والقيم اللي إحنا عشنا وارتبطنا بيها في مجتمعنا .. بهذا ..

رئيس جامعة الإسكندرية يروي الحقائق

          وطلب رئيس جامعة الإسكندرية الكلمة وقال: الحقيقة أنا حأكلم في موضوع الدكتور عصمت زين الحقيقة الوضع زي ما سيادتك ذكرته هو أنه في السنوات الماضية، والشرذمة دي ومعهم عصمت .. الدولة سيباهم .. يعني كانوا بيعملوا اجتماعات وبيعملوا زي ماهم عايزين وكانت الدولة سيباهم، والدولة كانت معطياهم حرية زيادة عن اللزوم ـ الجامعة كانت بتعاني منهم طلع قانون اتحاد الطلاب، وطلع قانون أنه مايبقاش فيه للعميد أي سلطة على مجلات الحائط سيادتك زي مالاحظت المجلات بتطلع بهذه الوقاحة، ما فيش للعميد سلطة، ماعندوش سلطة أما وضع عصمت، في جامعة الإسكندرية في الحقيقة ما فيش حد في جامعة الإسكندرية بيعضد هذا الشخص ولا حد من هيئة التدريس، عصمت ده مريض، ده شخص مريض يعني الشخص اللي بيتصرف التصرف ده يبقى إنسان مريض إنما يمكن أول ماجيت رئيس الجامعة من 3 أشهر، لم اسمح لعصمت أن يعقد اجتماعات في كلية الهندسة، إلاّ في كلية الحقوق عملوا ندوة وليس في كلية في كلية الهندسة مايقدرش يدخل في وسط ندوة وتهجم على الناس أعلن في الندوة واتناقشنا في الكلام ده في مجلس الجامعة على أساس أن ماتبقاش الجماعة علشان الحاجات اللي زي دي وإذا جه إنسان من خارج الجامعة، الإنسان ده يقول المشكلة العلمية، لكن مايبقاش فيها خناقات أو ندوات مش على المستوى العلمي، ثانياً لازم نبقي عارفين أن الإنسان اللي جاي من بره جاي لشخصه مش جاي معاه شراذم تعمل هتافات وتعمل ندوات في الجامعات تحصل بهذا الشكل فأخذنا قرار بمنع هذه الندوات ' إلاّ إذا كنا عارفين مين اللي بيحاضر، أو قولنا إذا كان فيه ندوة الطلبة عملناها سياسية يكون مبنى اتحاد الطلبة، مش في المدرج الرئيسي، وعلى هذا الأساس من شهرين الوضع كان في جامعة الإسكندرية بهذا الشكل دا اللي حصل أن عصمت مالقاش فايدة في جامعة الإسكندرية وراح جامعة المنصورة وجامعة الأزهر، وجامعة المنصورة لم تبلغني ولا حاجة ولا جامعة الأزهر بلغتني .. لو كان جامعة الأزهر بلغتني باللي حصل كنت أحاسبه.

          إن إحنا نحمي مجتمع الجامعة من الشراذم دي اللي بيحصل كان فيه حرية زيادة عن اللزوم ده مش حرية، والحرية اللي عندهم دي مش حرية ـ في الحقيقة إحنا عايزين نحمي مجتمع الطلاب ونحمي الأساتذة من المجموعة بالعودة إلى نظام حرس الجامعة يمكن حاجة نفسية أو حاجة سياسية سيادتك قلت نلغي حرس الجامعات، لكن يا حمى الجامعة، باحمي مجموعة المجتمع، أحميها أزاي؟ أنا غير قادر في الجامعات أنا باقولها يمكن على لسان أغلب الحاضرين هنا لهذه القضية مانسميهاش حرس ـ نسميها أمن ـ نسميها أي حاجة لكن أنا عايز أمنع الشرذمة دي ـ عايز أمنع اللي بيجي من خارج الجامعة يخش ـ الجامعة دي مكان علم الإنسان اللي بيتهجم على الجامعة أمنعه ما فيش إنسان بيجي من بره الجامعة يخش مافيش مجموعة قليلة من داخل الجامعة تتغلب على الأغلبية.

السادات يواصل الحديث

الرئيس يعني الكلام ده في اجتماعنا النهارده زي ما بتصارح بكل صدق وكل أمانة أمام الله وأمام ضمائرنا، في الافتتاح المقبل للجامعات إن شاء الله لابد أن تكون قد صدرت لهم كل ما نطلبه، وأنا باقول الجامعات مستقلة استقلاً كاملاً وياخذوا قراراتهم كما يجب، وأمر بأضع عليه ضغط، كل من يخرج عن الحدود ـ القيم والخلق والأدب ـ أي كان لا مكان له عندنا أبداً أبداً .. دي مسائل لازم نقف وتنتهي وبحزم وبوضوح وبصراحة، سمعت أو حتى من بعض النواب راحوا يستمعوا ـ راح في كلية الاقتصاد وكانوا مضربين ليه؟ قال ماعرفش مستقبلهم ـ مستقبلهم؟ ـ ماتعرفوش أن الدولة عملت لكم مجانية التعليم والدولة أعطتكم الفرص كلها ـ اللي كانت غير متاحة والدولة بتشتغل ليل ـ نهار علشان نحضر لكم مستقبل أكبر تنطلقوا فيه بأمالكم وكفاحكم، كل ده أن شاء الله لازم يكون واضح وصريح ومع الدكتور حلمي لازم تخلصوه قبل افتتاح الجامعات وأنا مع رئيس جامعة الإسكندرية بلا شك. موقف جامعة الإسكندرية بالذات كان موقفاً ممتازاً إذا استثنينا شراذم قليلة من اللي في كلية الهندسة، أما اللي حاولوا يرحوا لكليات الطب والتجارة والحقوق فلم يخرج طالب واحد معاهم وكان القصد التخريب أيضاً، هذه المظاهرات مشيت وخربت وكانت رايحة تاخذ الطلبة ما استجابتش لهم غير شراذم قليلة، ولعل لوجود واحد زي عصمت في كلية الهندسة هم اللي خرجوا بس. أما بقية الكليات قالت لا .. ولكن أنا بتفق مع رئيس جامعة الإسكندرية أنه الحرية فهمت خطأ لا ـ زي مابقولكم لن نتراجع في سيادة القانون ولن أفتح المعتقلات ولن أتنازل عن الحرية ولكن الضوابط لممارسة هذه الحرية لابد وأن تتصاعد مع الحرية كل ماتزيد الحرية، كل ماتزيد الضوابط لممارسة هذه الحرية في كل المؤسسات وزي ما قلت لكم دي مش قضيتنا وإحنا كأشخاص ـ دي قضية مسؤولية أمام الله وأمام شعبكم وأما التاريخ استقلالكم مفهوم، كل طلباتكم أنا شفت طلباتكم، أنا بعتلي الدكتور حلمي وخاصة فيما يختص في هيئة النواب واستخدام العملات الصعبة في تحسين الأوضاع اللي داخل الجامعات من ناحية المستلزمات اللي مطلوبه للعلم والمعامل وغيرها ـ كله أنا موافق عليه وبنبدأ بداية سليمة واضحة محددة، لا لبس فيها ولا غموض أمام الكل وأمام شعبنا وبادعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم علشان نخرج لهذا البلد أجيال تتحمل المسؤولية بشرف وبصدق ـ وربنا يوفقكم.

------------------


(*) الأهرام اليومي، بتاريخ 31 يناير 1977.