إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


 


حوار الرئيس محمد مرسي مع التليفزيون المصري

حوار الرئيس محمد مرسي مع التليفزيون المصري[1]

القاهرة، في 22 سبتمبر 2012

نص الحوار

الرئيس: من قلبي وبكل روحي ومشاعري أتوجه بكل الحب، تحية إلى الشعب المصري سواء في داخل مصر أو خارج مصر، وتحية خاصة إلى أسر شهداء الثورة المصرية مع دعاء إلى الشهداء بالرحمة والمغفرة، وتحية واجبة وخاصة أيضا إلى المصابين في هذه الثورة ومنذ قيامها حتى الآن.

هؤلاء جميعا يكونوا هذا الشعب ويتعاونوا فيما بينهم ويتحابوا ، هم أبناء مصر تحت سماء واحدة على أرض واحدة فتحياتي ومحبتي لهم جميعا والتحية الدائمة بالسلام.. فالسلام عليكم جميعا في مصر وخارج مصر وفي التليفزيون وأهل التليفزيون المصري والإذاعة والإعلام وأهل مصر جميعا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 المذيع: ما شعور سيادتكم وقت إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية؟

الرئيس: إن شعوري ملئ بالإحساس بالمسؤولية والتحسب الشديد للمسؤولية في هذه المرحلة فأنا كنت مشفقا اشفاقا كبيرا على نفسي وراجيا الله سبحان الله وتعالى التوفيق ومتوجها حينئذ إلى الشعب المصري كله بدون تمييز أو تفرقة لأي سبب من الأسباب أن يكون بعد الله سبحانه وتعالى خير عون لي وأن أكون عند ظنه بهذه الثقة الكبيرة الغالية.

         فالمشاعر حينئذ كانت مشاعر مختلطة بين القلب والروح والعاطفة والعقل والمسؤولية والوطن والعالم والمرحلة والثورة وما بعد وما قبل ذلك.

         كنت أشعر بأن الدنيا تريد لمصر خيرا وأن السماء أرادت لها خيرا ليس بسببي ولكن لأن المصريين هبوا بوعي شديد بهذه الثورة واختاروا لهم رئيسا بإرادتهم في جو من الديمقراطية ، هذا يضع بإحساسي حينئذ وحتى الآن بالنظر إلى المستقبل يضع على عاتقي يضع على نفسي على عقلي على قلبي على روحي على حياتي كلها أحساس كبير جدا بمسؤولية ضخمة جدا لا تجعلني أنام قرير العين تؤرق مضاجعي طول الوقت منذ ذلك التاريخ هذه اللحظة وحتى الآن وأنا ما أتمناه لهذا الشعب كل الخير وإن شاء الله أكون عن ظن هذا الشعب بإحساسي بتلك اللحظة وحتى الآن بهذه الكيفية .. وعن أمل الناس ورحابة نظرتهم إلى المستقبل وإحساسهم بأنه هذه ثورتهم وهذه أرضهم هذه السماء التي تظلهم هذا هو النيل هذه هي الأرض هذه هي الإرادة التي امتلكتها والحرية التي بذلنا من أجلها كل غالي ونفيس ماذا نحن فاعلون هل سيعود ذلك بالخير علينا هذا إحساسي الناس وأنا على يقين بتفاؤل شديد وبواقع عملي حقيقي وبمعرفة ودراية بالموارد وبالإرادة وبالإمكانيات وبالشعب وطبيعته وتاريخه وحاضره وأبنائه ورجاله وشبابه ونسائه ومسلميه ومسيحييه ، معرفتي بكل هذا يجعلني متفائل جداً ونحن نخطوا خطوات معاً إلى الأمام فالأهداف كبيرة والآمال عريضة والموارد كثيرة والجهد المطلوب بذله مني ومن كل هذا الشعب مجتمع مع بعضه جهد كبير جداً لدينا الإرادة والموارد ولدينا الحرية والمناخ ولدينا الحب ولدينا واقع مطمئن نستطيع إن شاء الله أن نحقق أهداف تأخذ بعض الوقت ونحتاج بعض الوقت وهذا الوقت لا أقوله تسويفاً ولا أقوله بعداً عن المشاكل وإنما أنا في داخل المشاكل وحاملاً لها ومقدر لقيمتها ولآمال هذا الشعب وشبابه وفرص العمل وتقليل البطالة والأمن والاستقرار والأمان والصحة والتعليم والسياحة والنيل والمياه والزراعة والصناعة والتحديث والشركات والمصانع والإنتاج والقطاع العام وقطاع الأعمال والحكومة والقطاع الخاص، كل هذا أحنا بنتحرك معاً به إلى إن شاء الله غدا أفضل.

المذيع: ما هي وجهة نظر سيادتكم عن ثمن التغيير قبل وأثناء وبعد الثورة؟

الرئيس: إن الشعب المصري شارك في الثورة كله ويوم 11 فبراير 2011 يوم الجمعة كان في شوارع مصر وميادينها في ميدان التحرير وكل ميادين الحرية في مصر بالكامل الإحصائيات قالت والواقع ما يقرب من 20 مليون مصري هذا أمر غير مسبوق في التاريخ كله هذا أمر عظيم.

         وأنا قلت وأكرر وأؤكد أنه لا يوجد بيت في مصر واحد لا يوجد بيت على الإطلاق لم يكن منه على الأقل أحد أبناءه كبير أو صغير شاب أو رجل أو امرأة على الاختلاف أو التنوع مشاركاً في هذه الثورة هذا الشعب الذي قام بهذه الثورة ولم يجرح أحد ولم يعتدي فيه على ملكية خاصة ولا عامة ورعي الجميع ولم يكن أحد قائد بمفرده أو مجموعة أو جماعة أو حزب أو غيرة ولكن وإنما كانت الأهداف وعناوين الأمل هي التي تقود هذه الثورة هؤلاء بهذه العزيمة وبهذه الروح وبهذه الإرادة وما حققوه بعد ذلك حتى الآن كان منهم شهداء سقط منهم رجال ونساء وأريقت دماء بعضهم هذه دماء الزكية غالية هذه كانت وقود حقيقي لاستمرار الثورة وكانت وقود حقيقي لكل خطوات تلت بعد ذلك من أجل الانتقال السلمي من حالة الديكتاتورية والفراغ السياسي والجبروت والظلم والتزييف تزييف الوعي والإرادة والتزوير والديكتاتورية المقيتة وإهدار الموارد والفساد، الانتقال بكل هذا إلى حالة جديدة مضي ما يقرب من 20 شهر تقريبا وخلال 20 شهر شهدت أحداث كثيرة جدا.

هذا الثمن من الشهداء والمصابين وكل من خرج من 20 مليون كان من الممكن أن يكون شهيدا وكل من خرج إلى الشوارع يعلي قيمة الحرية ويطالب بالحقوق وإعلاء قيمة الإرادة الشعبية كان ممكن أن يكون شهيدا لم يكن أحد يعرف من أين يأتي الرصاص أو القتل (الحمد لله أن العدد على قيمته الكبيرة محدود).

           هذه ثورة سلمية دفع هؤلاء هذا الشعب دفع ثمن باهظا قبل الثورة دفع المعانة النفسية ، التهميش السياسي، الظلم ، الإحساس بالقهر تدني الخدمات، التعليم، الصحة، الفساد، الرشوة، المحسوبية- مجموع العائلات التي لم تتعدى 32 عائلة التي كانت تهدر كل الموارد وتسيطر عليها وتستنزفها وتفسد 400، 500 واحد وأقل الذين عاثوا في الأرض المصرية فسادا هذا شعور كان يعيشه المواطن المصري المعاناة اليومية الأسعار الحارقة الدخول المتدنية هذا الفساد الذي كان موجود هذا ثمن كبير دفعه المصريون جميعا كلنا دفعناه سنوات طويلة جدا 30:40 سنة.

هي ممتدة وتتراكم ويزداد الحال سوءا يوم بعد يوم كانت القشة التي قسمت ظهر البعير الانتخابات المزورة 2010 (انتخابات مجلس الشعب) وكان للقضاء دور عظيم في إظهار هذا التزوير الذي وقع وكان للقضاة دور عظيم في التصدي لهذا التزوير ولكن الطغيان كان عاليا جدا والقهر والظلم ووقع قضاة ضحيته لذلك أيضا وتحركت القوة الشعبية حين إذا كانت هذه كلها مقدمات للثورة كان هذا هو المخزون الإستراتيجي للغضب الشعبي الذي أدى إلى الثورة العظيمة (ثورة 25 يناير) هذا شارك فيه الجميع وعانى منه الكل ليس فصيل بعينه وحده وليس حزب وحده ولا فرد وحده ولكن الكل قد عان والمفسدين كانوا موجودين والإحساس بأن هذا الشعب مهمش العالم ينظر إلينا ماذا تفعلون لماذا لا تفعلون لا يفعل أحد في العالم شيء لأحد بالنيابة عنه ( ولا يمكن أبدا لما كانت الخطوة العظيمة كان الثمن أثناء الثورة وهو أن الكل مستعد للتضحية الكل يمكن ان يكون شهيدا، الآباء يوقظون الأبناء ليشاركوا في الثورة هذا حدث في قرى مصر وعزب ونجوع والمحافظات والعاصمة في والإسكندرية والمطارات والموانئ والجامعات والمدارس الكل كان موجودا بهذه الروح العظيمة جدا في 25 يناير وهو 18 يوم وتحقق الهدف الأكبر الأول أن يزول النظام أو رأس النظام ولكن بقيت له إذناب وأتباع وبقى له من يتصور انه ممكن أن يعود إلى الوراء ولكن لن يكون.

         إن الشعب المصري الذي حقق حريته وامتلك إرادته بيده الذى شارك في انتخابات مجلسي الشعب والشورى ما يقرب من 40 مليون وهذا الشعب الذى تحرك في انتخابات الرئاسة وشارك بأكثر من 25 مليون منه في الانتخابات ، هذا الشعب الذى وعى وأدرك وقرر لا يمكن (أن يقول من الأفضل أن أعود لما كان مقابل ان أغلق بابي عليا) هذا ترويج لمفهوم خاطئ في محاولة لتزوير وعي المرحلة، المرحلة بها وعى كبير لكن الناس يريدون استقرار حقيقي وأمن حقيقي والناس يحتاجون الى من يطمئنهم وما يطمئنهم وليس من يطمئنهم فقط ونحن نبذل في ذلك كل الجهد والخطوات الجادة نحو إعادة مكونات الأمن وعناصره إلى حالها وليس الإعادة إلى ما كانت عليه ولكن الإعادة بمفهوم القيام بالواجب الكامل قطعنا في ذلك خطوات كثيرة الأمن اليوم يختلف عن الأمن منذ شهور الأمن الآن لم يعد أمناً سياسياً بالمفهوم القديم وإنما صار أمنا حريصا على منع الجريمة قبل وقوعها- التدخل لفض الاشتباكات .. المحافظة على الناس وحرية الرأي عدم التدخل في تكميم الأفواه.

         هذه مرحلة تحتاج منا أيضا منا إلى جهد إلى تعاون إلى إدراك ووعي أن الخطر المحيط بنا جميعا الذي يتهددنا هو التنمية في المقام الأول والتنمية لا تقوم إلا على الاستقرار والاستقرار لا يتحقق إلا إذا استشعر الناس هذا الاستقرار الأمني وغيره الاستقرار الأمني والتنموي الاستقرار بمفهومه العام هذا يحتاج إلى بعض الوقت وأنا لا أسوف ولكني أقول بعض الوقت بمفهوم خطوات جادة يبذل فيها جهد الآن والحمد لله الداخلية والشرطة والناس يرون هذا يعود إلى بمعنى يلملمون الشعث يكونون مكونات حقيقية لتأمين المواطن لكي يبيت وهو مطمئن على ولده في المدرسة أو الدرس الخصوصي أو على أبنته أو على حركته في الشارع أو على ممتلكاته هذا أمر يعود يعود تدريجيا وأرى فيه كنوع وأرى فيه كإنجاز لا أنسبه إلى نفسي وحدي ولكن هناك مشاركة حقيقية من قوى المجتمع المدني ومن جهاز الداخلية والشرطة ومن أبناء مصر الأوفياء في كل المجالات".

         الناس يستشعرون ذلك الآن بنسبة وأنا لا أقول أن كل شيء تحقق وأصبح الاستقرار كاملا ولكن طالما أن هناك حركة وطالما اتخذت خطوات جادة وأرسيت مبادئ وأتفق على أصول حركة الأمن كل الأمن والحرية كل الحرية للمواطن حقه الكامل في قسم الشرطة والطريق وحقه في المرور ولكن أيضا واجباته أيضا والتزامه والقانون وإعلاء قيمته هذه منظومة تعود بالإيجابية بالضرورة كما نرى على الاستثمار والاستقرار والإنتاج وطن أمن كل هذا يتزامن ويتحرك يحقق الآمال لهذه الثورة وتحقق أجزاء من أهدافها وخاصة السياسية والحريات العامة آليات الديمقراطية والاستقرار فيها مفهوم الدولة المدنية الكبير الواسع المحبة بين الجميع".

         لكن الآمال الواسعة في الاستقرار الاقتصادي هذا أمر يسعدني أن يكون لدى الشعب أمل كبير هذا الأمل يحدوه فعل يلازمه إنتاج ويستلزم وعي وإدراك إلى ما أنتجنا وأكلنا من إنتاج أيدينا ومن عرقنا فنحن ندعم المسيرة الديمقراطية وندعم الإرادة المصرية الشعبية حين أذن ونحن نمتلك أكثر وأكثر أرادتنا في قرارنا وأن ينبع من عندنا لا بد وأن نبذل عرقاً كثيراً ونقوم بإنتاج لتوفير ما يحتاجه الناس.

         لن يدفع لنا أحد ما يجب أن ندفعه لأنفسنا وهذا الحمد لله في الشعب المصري آلة إنتاج والإنتاج يحتاج المسألة مسألة أنتاج والإنتاج يحتاج إلى استقرار إلى أمن إلى ضمان إلى وقت إلى معرفة بالحقوق والواجبات وإن شاء الله هذا سيسير إلى الأفضل.

المذيع: سيادة الرئيس أنتم أكدتم فى أكثر من مرة أن مصر ستظل دولة ديمقراطية، دستورية، مدنية، ما هى وجهة نظرة سيادتكم تجاه المصطلحات الثلاثة ومفهومها تحديداً؟

الرئيس: حقيقة كانت القوى السياسية والأحزاب جميعها قد وقعت وثيقة عرفت بوثيقة .. وكانت قبلها وثيقتين أخريين صدرا من تحالف أحزاب كبيرة ولكن كل هذه الوثائق صب في وثيقة الأزهر

وفي وثيقة الأزهر كان إعلاء لقيم ومبادئ كثيرة ومتعددة وعلى رأسها قيم الحرية والعدالة الاجتماعية وكان هناك نص يتحدث عن الدولة المصرية وطبيعة الدولة المصرية ما يجب أن تكون علية في هذه المرحلة وكان النص بالاتفاق أن الدولة المصرية في هذه المرحلة ما نحبه نحن المصريين لأنفسنا أن تكون دولة وطنية ديمقراطية دستورية بمفهوم قانونية حديثة.

         ومفهوم العدل الاجتماعي أن الشعب مصدر السلطة وأن هناك تداولا للسلطة هذه العناوين هذه المبادئ الأساسية بمعناها الواضح للجميع المستقر لدى الجميع هي التي تمت الاتفاق عليها وهى التي مازالت مرفوعة من الجميع ولا خلاف عليها وهي التي أعمل جاهدا أن تحقق على أرض الواقع دائم وأن أحرصها وأرعاها كى تحقق، قطعنا شوطا كبيرا في كثير من هذه المبادئ مصر الآن حقيقة ديمقراطية الانتخابات وما تم فيها سواء شعب أو شورى أو رئاسة كانت فيها حرية كاملة وكانت معبرة عن الناس وإرادتهم ولم يكن فيها مخالفات فادحة وكان القضاء مشرفا عليها كما نعلم بشكل واضح وحيد.

         مفهوم الدولة الحديثة وأن الشعب والأمة مصدر السلطة هذا ما رأيناه وهذا هو قرار الشعب في الانتخابات مفهوم أن تداول السلطة هذه مسؤولية خاصة عندي أنا أرعاها لكي تتحقق والآن الجمعية التأسيسية تضع الدستور لضمان مثل هذه الأمور أن تكون، احترام القانون : دولة دستورية القانونية واحترام القانون والدستور هذا ما أقوم عليه ليل نهار حتى لا يحدث أي نوع من أنواع المخالفة للقانون ونحترم أحكام القضاء أيضا لأنها جزء من احترام القانون واحترام أحكام القضاء أن نطبق لهذا القانون نحن نتحدث عن الدولة المصرية التي نريدها جميعا وهي الدولة المستقرة الدولة القوية الفاعلة لهذه المبادئ التي تقوم عليها.

 المذيع: لماذا إذن سيادة الرئيس يصر البعض على التخويف من التيار الإسلامى السياسي؟

 الرئيس: مصر فيها حركة سياسية شعبية مجتمعية حزبية وغير حزبية كبيرة جدا، وهذه طبيعة المرحلة وهذه من دواعي الاطمئنان بالنسبة للمرحلة أن يكون هناك تفاعل حقيقي أن يكون هناك ايجابية أن يكون في التعددية تعدد في الآراء في الرؤى في الفكر في التعبير في التفكير في الحزبية هذا أمر صحى جدا ومطلوب ولا ينبغى أبدا لأي فصيل أو تيار أو أى حزب أن يخشى أو يخاف على نفسه او على وطنه من تيار آخر لأن طبيعة الحركة وطبيعة الفعل التكاملى الذى أراه في المجتمع المصري يحتم التنوع فإذا كان البعض يخشى من البعض الآخر فانا أريد ان اطمئن الجميع انه لا بد من أعمال حرية التعبير وحرية الحركة وحرية تكوين الأحزاب وتداول السلطة وإعلاء قيمة القانون والديمقراطية والحكم هو الصندوق وكل يتحرك في الميدان فلا مجال لتخوف ولا مجال لتربص ولا مجال لعدوان احد على احد طالما إننا نسير في ركب وفي إطار هذه المبادئ التى اتفقنا عليها.

 

المذيع: سيادة الرئيس هل ستتم انتخابات رئاسية بعد الانتهاء من الدستور؟

 الرئيس: هذا يعتمد على الدستور " أنا لا أتدخل في وضع الدستور" الجمعية التأسيسية بمكوناتها المختلفة حتى الآن تقوم بهذا الدور في وضع المسودة الأساسية التى سيجرى عليها حوار مجتمعى واسع ثم يتفق على شكل نهائى من الجمعية بحرية تامة لهذه المسودة ثم هذا يكون مشروع الدستور الذى يعرض على الشعب للاستفتاء فإذا اقره أصبح دستورا وحين اذ واجب الاحترام فما يأتى به هذا الدستور انزل عليه واحترمه وأطبقه حتى يتحقق مفهوم الدولة الدستورية.

 المذيع: متى يتم للشعب المصري تقييم أداء الحكومة، فالناس تنتظر نتائج على ارض الواقع؟

 الرئيس: إن مسالة إبداء الرأي في الرئيس والحكومة فهذا مكفول للجميع حرية إبداء الرأي والتعبير عن الفكر والاعتراض السياسي السلمي الموجود هذا مكفول وهذا حق لكل المواطنين وان أكدت قبل ذلك أن حماية الرأي والفكر ووجهات النظر والنقد والنقد البناء والتظاهر السلمى والاعتصام هذا واجب الدولة وأنا على رأس هذه الدولة فإذا يحق للجميع أن يقولوا رأيهم في الرئيس أو في الحكومة ويعبروا عن طموحاتهم وأمالهم ورغباتهم في تحقيق الأهداف وحل المشكلات كل هذا مسالة مكفولة للجميع"

         أنا لا أريد أن أقول لا تنسوا أن حل المشكلات يحتاج إلى وقت وان هناك عندما نقسم الوقت إلى (مائة يوم ) ثم إلى عام أو عامين او غيره فهذا تقسيم نوعى لأنه الأولويات تحتم أن هناك مشاكل تحتاج أولوية في حلها أكثر من الأخرى فإذا تحدثنا عن مشكلة المرور فهذه مشكلة ملحة نبذل جهداً كبيراً تحسنت بعض الشيء وما زالت تحتاج إلى المزيد تحدثنا عن مشكلة القمامة فهذه مسألة في منتهى الخطورة بالنسبة لنا جميعا ونبذل جهدا كبيرا جدا ولكن مازال هناك حاجة إلى مجهود اكبر ولفعل أكثر للتخلص منها نهائيا نحتاج أيضا إلى وعي مجتمعى وحملة شاملة نحو وطن نظيف وأنا أعلنتها قبل ذلك والحكومة تأخذ فيها خطوات كثيرة جدا ولهذا " المشكلات ذات الأولوية هى التى نقول عنها مشكلات المائة يوم ".

         هذا تقسيم نوعى للزمن ولكن ما بين المشكلات الأخرى ، التعليم الصحة ، الأسعار الاستثمار- الاستقرار كل ذلك أمور يجب آن تحل لها خطه لدينا تصور شامل والحكومة بدأت وتعمل لمنع الأزمات حل المشكلات الآنية الطارئة لكن هذا مهم ولكن المهم أيضا هو النهضة التنمية الحقيقية الانتقال إلى الاستقرار والنمو الحقيقي هذا جانب والأرض جانب والاثنين يكملون بعضهم".

 المذيع: سيادة الرئيس لمستم بل وعشتم التحديات التى واجهة الشعب المصري ، ماذا فى جعبة السلطة التنفيذية تحديدا من خطط سواء كانت قصيرة المدى أو بعيدة المدى كإسعافات للشعب ليلمسها على ارض الواقع ؟

 الرئيس: كلمة الإسعافات هذه يعنى كلمة واجبه أن نقول هو حل الأزمات الطارئة لأنه ميراث الفترة السابقة يثقل كاهل المصريين كلهم إذا كنا نتكلم عن استثمار كان له توجيه كما قلت لفساد على الرغم من ضخامة هذا الاستثمار إذا كنا نتكلم عن موارد الوطن فهى كثيرة جدا ومتعددة ولكنها أسيئ إدارتها وأيضا حدث فيها فساد كبير جدا وإذ نتكلم عن استقرار حقيقي فله خطوات

         الحل الآن للمشكلات وحل الأزمات هذه مسألة واجبة وتأخذ وقت ولو أتكلمنا عن الاستثمار فأنت تتحرك حركة كبيرة جدا في مجال الاستثمار، الاستثمار وبصفه عامه ولكن الاستثمار الإنتاجي ولكن يوجد استثمار تجارى أيضا هناك استثمار زراعى، وصناعى فاذا الحركة الخارجية لكى نجذب مستثمرين استثمار قبلها لابد من المستثمرين المصريين أنفسهم يجدوا المناخ المناسب".

         أنا ارعي ذلك رعاية مباشرة وأنت تعلم ان لدينا في الحكومة والقطاع العام وقطاع الأعمال أكثر قليلا من 6 ملايين لكن لدينا في القطاع الخاص الاستثمارى والإنتاج حوالى 17 مليون يضاف إلى ذلك باقي أبناء مصر أصحاب المعاشات الحرفيين أصحاب التجارة أصحاب المشاريع الصغيرة الخاصة كل هؤلاء يعيشون على هذا الوطن فإذا نحن نتحدث عن مرحلة انتقالية لها أريدها أن تكون مرحلة طويلة فيها دفع نحو المزيد من الاستثمارات وتشجيع هذا الاستثمار وتزيل العقبات لهذا الاستثمار في مجال الصناعة البترول البتروكيماويات هذا مهم جدا لأننا نحتاج إلى الوقود عشان الطاقة والإنتاج والكهرباء.

وفي مجال الصناعة الزراعية ده مطلوب جدا والسلع الاستهلاكية بصفة عامة فيها استثمارات كبيرة جداً ونحن نشجعها وان تتحرك في العالم الخارجى من اجل جذب هذه الاستثمارات سواء شرقا أو شمالا أو غربا بعد ذلك وجنوبا حتى في أفريقيا .

  مياه النيل وترشيد الاستهلاك وحرص التواصل مع أفريقيا للحفاظ على منابع النيل وموارده نحن نتحدث عن منظومة متكاملة الحكومة وضعت خطة متكاملة في كل المجالات أنا أرى أننا نتحرك رويدا في هذه المجالات لاستثمار حقيقي لتنمية حقيقية ، ثم حل المشكلات عندما يطرأ شيء في حينه بمعنى أن نقلل حجم المعاناة لدى الشعب المصرى".

 المذيع: هل نستطيع تحقيق النهضة سيادة الرئيس؟

 الرئيس: بالتأكيد نعم ودافعى لأقول نعم بقوة لا هو ما اعرفه عن الشعب المصري وإرادته ورغبته في أن يحقق فعلا هذه النهضة لدينا إمكانية النهوض ولدينا إمكانيات ضخمة للتنمية أهدرت وأسيئت إدارتها كفاءة التشغيل ضعيفة جدا ونحن نسعى الآن ولمس الجميع خلال وقت كثير مضى ان هناك تحرك نحو ترشيد الإدارة ، وتوجيه الموارد ، وتوزيع عادل لهذه الموارد ، اقتلاع تام لكل منابع الفساد.تغيرات تدريجية في المؤسسات التى فيها فساد ، الأجهزة الرقابية والأجهزة التى تبحث عن الفساد والمفسدين ، تراث نعرفه جميعا هذا ميراث ، وليس تراث بمفهوم التراث الجيد هذا ميراث أثقل كل كواهلنا جميعا إن شاء الله سوف نتخلص من السلبيات رويداً رويداً ونتدرج في الإيجابيات.

         الهيكل العام للتعليم في مصر سواء على مستوى المدارس قبل الجامعى أو الجامعى هيكل جيدة الهيكل نفسه والإمكانيات المتاحة والموارد والمدرسين والمعلمين او الأساتذة والمعاونين ايضا هذه الموارد موارد جيدة الآن الطالب والتلميذ الذى هو (المنتج) الذى يخرج من التعليم طبقا للمناهج طبقا لنظام التعليم نفسه.

هذا ما نتمنى أن يكون على خير حال حتى يكون هناك خريج قادر على حمل المسؤولية والعطاء لهذا المجتمع لكن أيضا تحل مشاكله إحنا التعليم قبل الجامعي فيه ما يقرب من 18 مليون طالب تلميذ في هذه المرحلة والتعليم الجامعي يعني أكثر من 2 مليون سواء في الجامعات الحكومية أو في الجامعات الخاصة والمعاهد الأخرى والتعليم أيضا قبل الجامعي فيه مدارس وده الأكثر نسبة المدارس الحكومية وفيه المدارس الخاصة والقطاع الخاص الذي يعمل في مجال التعليم ومدارس اللغات والتجريبية وغيره، وإن المنظومة كبيرة جدا 20 مليون تلميذ بيعمل معهم من المعلمين والموظفين والأساتذة والمعاونين حوالي 2 مليون آخرين ونحن نتكلم عن أكثر من 22 مليون يعملون ويتعامل مع التعليم في مصر إذا أضفنا إليهم عائلتهم وأبنائهم لو مرتبط بكل واحد من دول 3 أفراد في المتوسط يعني نتكلم عن أكثر من 60 مليون مصري، التعليم مادة مشتركة بينهم جميعا على مدار اليوم والسنة وعلى مدار 24 ساعة في اليوم.

         نحن الحقيقة موضوع التعليم بالنسبة لنا أول ما يحتاجوا إليه إلى جوار القانون وضبط العمل ودور المعلم الحقيقي وكذلك الأستاذ والمعاون والموظف والإداري دور كل هؤلاء والانضباط القانوني وقيام المدرسة والجامعة بدورها الحقيقي هذا يحتاج إلى إنفاق.

         سيبقى التعليم مسؤولية الدولة إنفاقا وإشرافا سيبقى هكذا ولا يمكن أن يكون غير ذلك ولكن في الإنفاق بعض التفاصيل لأن الحكومة ما تنفقه على التعليم لا يكفي هناك مساهمة للقطاع الخاص والقطاع الأهلي أيضاً (المجتمعي) ولكن ما نحتاج إليه على الأقل ضعف ما ينفق الآن من الحكومة على التعليم المناهج وتطوير المناهج هذه كلها خطط موجودة ولكن العامل الأساسي الآن الذي أتمنى أن نستطيع أن نفعل فيه شيئا كثيرا هو حجم ما ينفق على التعليم في مصر سواء التعليم قبل الجامعي أو بعد الجامعي.

أنا أزعم بمعرفتي كرجل تعليم قبل ذلك وإحساسي بالتعليم والأسرة أن فاتورة التعليم في مصر ما ينفق حقيقة من أولياء الأمور والحكومة والقطاع الخاص لا يقل عن 100 مليار جنية، الحكومة تساهم بحوالي 60% من هذا المبلغ والباقي يأتي في المدارس الخاصة وأولياء الأمور ونحن نريد أن نصل إنفاق من الحكومة لا يقل عن 100 مليار ويكون ما ينفق من القطاع الأهلي والمجتمعي والخاص قيمة مضافة على ذلك في تنمية منظومة التعليم ، الموارد تحتاج إلى زيادة لكي نستطيع أن نزيد مما يجب أن ينفق على التعليم نسبة الإنفاق في مصر أموال بالنسبة للطالب إذا ما قورنت هذه النسبة في دول كثيرة في العالم فهي أقل منها، لكن نحن نسعى لرفعها والأمر يحتاج إلى إنتاج واستثمار تتحول إلى قيمة مالية في موازنة تأخذ منها نسبة كبيرة منها للتعليم .

         أنا استشعر وأعيش هم المعلم والمدرس وولي الأمر الدروس الخصوصية أنا أعيش كل هذا وأراه وأحسه ولكن أن أريد أن يحدث هناك نوع من أنواع التثقيف العام والوعي العام لولي الأمر والمعلم والمدرس والمدرسة والأستاذ المعاون والمعيد أو المدرس المساعد للموظف الذي يعمل في المنظومة التعليمية أننا في مرحلة بناء وطناً وأن هذا الوطن لا يمكن أن يبني إلا على التعليم في المقام الأول خفض نسبة الأمية له علاقة بالعملية التعليمية الأبحاث وتطوير البحث العلمي والصناعة والإنتاج والزراعة منظومة تعتمد في المقام الأول على التعليم ، التدريب والمدارس الفنية يعتمد على التعليم هذه كلها منظومة متكاملة أنا أعرف أن موارد الناس في التعليم ومرتباتهم لا تكفي، حلمي أكبر من ذلك للتعليم ومهتم جداً بقضية التعليم والوقت لا يتسع لكي أتحدث في تفاصيل بالنسبة للعملية التعليمية ولكن لدينا الآن في التربية والتعليم ناس مسؤولين ووزير مسؤول على دارية ومعرفة بالعملية التعليمية ولدينا أيضا في التعليم العالي والبحث العلمي أيضاً منظومة عمل في الوزارة والمجلس الأعلى للجامعات الحكومية والخاصة ومراكز البحث العلمي.

أنا لا أملك أن أجبر بل أناشد العاملين في مجال التعليم الخاص وأصحاب المدارس الخاصة أن يراعي في هذه المرحلة أن هذه المصروفات تثقل كاهل الناس وأنا أيضا أتوجه إلى أبنائي وأخواني المدرسين في التربية والتعليم وحتى في الجامعة والأساتذة جميعا لأن الدروس الخصوصية هذه ليست في مصلحة المجتمع أن تكون بهذا الشكل أو تتفاقم وتصبح ضرورة واجبة على كل بيت فإذا أدى المدرس واجبه والأستاذ واجبه في المدرسة والجامعة أنا أتصور أن هذه الظاهرة وهذه المشكلة يحل منها جزء كبير جداً وأتمنى وأنظر حولي وإلى المجتمع وفي مصر كلها فأرى أن هناك وعيا جديدا يتكون لدى القائمين على العملية التعليمية التربوية في مصر ولكن أنا مازلت بقول بأن مسؤوليتي ومسؤولية الحكومة أن نرفع من قيمة ما ينفق على التعليم وإن شاء الله في العام القادم في الموازنة عام 2013 - 2014 يرتفع هذا بنسبة معقولة.

         لكن نحن نحتاج فعلا أن نتعاون جميعا سواء في مصروفات المدارس الخاصة أو الدروس الخصوصية الظاهرة التي تثقل كواهل كل البيوت أو في الحرص على التواجد في المدرسة والعطاء أو الجامعة في المحاضرة والمعمل والجامعة.

         أنا مسؤول واستشعر مسؤولية كبيرة جدا في العملية التعليمية وسوف أتحرك نحو الجميع في العملية التعليمية نحو الأساتذة ونحو المعلمين والمدرسين والمعاونين لأن المدرسين دول هم بناءة الأجيال صانعي الأجيال مصانع الرجال (قم للمعلم ووفيه التبجيل كاد المعلم أن يكون رسولا) هؤلاء معلمي الناس الخير (إن الملائكة لا تضع أجنحتها إلا لمعلمي الناس الخير) وأنا أريدهم أن يتعاونوا معي ومع الحكومة في هذه المرحلة لتطوير العملية التعليمية ولا أريد أبدا أن أتحدث عن حقوقهم لأن حقوقهم كثيرة جداً أكثر بكثير مما يأخذونه ولكن المرحلة هكذا نتحمل مع بعضنا البعض بعض الوقت وليس كل الوقت ننتقل إن شاء الله إلى الخير والأفضل بإذن الله.

المذيع: متى ترى للعشوائيات حلاً جذرياً ومتى يلقى ساكنو العشوائيات أقل ملامح للحياة الآدمية في مصر؟

 الرئيس: إن العشوائيات في مصر كما نعلم كثيرة وليست كلها زي بعض في بعضها تنميته عايزة جهد أكثر من الآخر وإيجاد مساكن بديلة ليست في ثقافة سكان العشوائيات بدرجة عالية ولكن نحن نسعى في ذلك وهناك خطة لعمل مناطق وسكن ببنية أساسية متكاملة من مدارس ومياه أو كهرباء أو غيره بشكل يحقق نقل الجميع إلى أماكن جديدة ولكن سيساهم في حل المشكلة لكن تطوير المكان نفسه هو جزء أساسي من الموضوع.

         هناك بعض الأماكن مثلا لا يمكن إدخال الغاز الطبيعي إليها لأن الغاز الطبيعي فيه خطورة والشوارع ضيقة جدا وبنيت بطريقة عشوائية مع احترامي وحبنا لكل من يعيش فيها - خدمة الكهرباء والتحميل عليها زيادة عن اللزوم والبعض يحمل للورش والبعض يحمل في مثل هذه الظروف الصعبة إلى أجهزة كهربائية أو غيره ونحن نسعى لتوفير الكهرباء لهؤلاء مثل توفيرها لباقي الأحياء وأنا أتصور أنتم تلمسون ذلك بشكل واضح في هذه الأيام وتطوير البنية الأساسية ، تطوير المدارس التي يذهب إليها الأبناء الخدمة الصحية والطبية وزير الإسكان الآن ومحافظي الأماكن التي فيها عشوائيات وخاصة القاهرة، هناك اهتمام خاص بها هؤلاء أخوانا وأبنائنا وأهلنا والمشاكل تحتاج في حلها إلى وقت.

         وأنا أذهب إليهم وأتعاون مع ممثليهم ونبحث عن كيف نحل هذه المشكلات وخاصة في مجالات الصحة والتعليم والخدمات والتي تتمثل في الكهرباء والغاز التي هي في عين الاعتبار.

 المذيع: ما رأيك فى الفساد الإدارى من أسفل الهرم إلى أعلى الهرم؟

 الرئيس: إن الفساد الإداري بدأ من الرأس وليس من القاعدة (القاعدة بصفة عامة بخير). ولكن عندما أفسد الكبار يعني سرى السوس في بعض العظام وليس كل العظام الفساد الإداري تحدي كبير تواجه الدولة والحكومة المصرية لا يمكن التخلص من الفساد دفعة واحدة فساد كبير متسع ليس إدارياً فقط وإنما تأثير كبير سلبي.

         نحن نتحرك وأنا أتحرك نحو المحاور الأساسية التي بها أو فيها فساد لعلكم لاحظتم بعض التغييرات التي تمت في بعض القيادات نحو إدارة أكثر رشداً نحو فساد أقل ، نحو وضع اليد على أماكن النزيف نحو توزيع عادل للسلطة والثروة، نحو حركة حقيقية لعدالة اجتماعية للعامل وللفلاح والمرأة والرجل والحرفي فساد مقاوم طبيعي لأي نوع من أنواع العدالة الاجتماعية أو التنمية والنهضة درجات تقل لم تنتهي منه بعد سيأخذ بعض الوقت.

         أنا توجهت قبل ذلك ومازلت أكرر لن ندع أبدا مفسد أن يستمر في فساده ليعلم الجميع أن بإرادة هذا الشعب الذي حملني هذه المسؤولية لن أدع فاسدا في مكانه أبدا سيحاسب الجميع لكن المساءلة أنا لا أريد إجراءات استثنائية تنسب إلى هذه المرحلة في التاريخ الآن لابد من إعلاء قيمة القانون واحترام أحكام القضاء لدينا نيابة ولدينا قانون لدينا أجهزة رقابية ولدينا منظومة عمل يمكن أن تؤدي من خلالها إلى تحجيم وتقليل إنها هذا الفساد، الفساد هذا كان فلسفة وثقافة نظام ".

ليس خافيا على أحد ما كان هو موجود ومازال بعضه وهؤلاء المفسدين الذين أضع يدي على بعضهم الآن وأبحث عن الآخر نزفوا ثروة الوطن وأخرجوها إلى خارج حدوده هذه الثروة الكبيرة المال عرق المصريين المساءلة عين الاعتبار وأنا أتحرك في العالم كله وهذا ليس سهلاً لاسترداد الأموال المنهوبة الأول تحديدها، "أين هي؟ تخص من؟ ثم استردادها.

         وأسعى بكل قوة مع أجهزة الرقابة وأجريت بعض التعديلات في بعض أجهزة الرقابة نفسها من أجل هذا لكي نضع أيدينا على هؤلاء المفسدين ليسوا ملايين وليسوا آلاف الأصل في المجتمع المصري (الشعب المصري) ده الخير ونحن شاهدنا في رمضان كيف حمل الناس بعضهم بعضا فيه خير ولكن هناك ما يحاول أن يهرب بما أخذ أو يستثمر في الإفساد وأنا أحذر هؤلاء.

   المصريين بطبيعتهم يدلون المسؤولين عن المفسدين لكن أنا لا أتحدث أبدا عن فساد قاعدة وإنما عن فساد كان في القمة ويزول تدريجيا ويحتاج إلى بعض الوقت لا يجب أن يكون الوقت لا طويلا لأن الفساد يضعف منظومة التنمية ويؤثر على الاستثمار ويوجد حالة من عدم الإحساس الاطمئنان للمستثمرين أو للشركات الاستثمارية.

         هذا ما انظر إليه بدقة شديدة كاملة ويتعاون معى الكثير من أبناء هذا الوطن في أجهزة مختلفة ، نسعى إلى تحجيم ، ضبط ، القضاء على ، ولكن بالقانون وحتى لا يكون هناك فوضى على الإطلاق هذا أمر ليس سهل ولكنه ليس مستحيل، ماشيين في اتجاهين (تنمية واستثمار وحركة وإنتاج) واستقرار عشان الناس تستثمر بوعي وإدراك وراحة ، والقضاء على هذا الفساد وعلى هؤلاء المفسدين.

         ثقافة الماضى انتهت لن تكون بعد ذلك أبدا ان شاء الله سوف ينام الناس مطمئنين على أرواحهم وأموالهم وممتلكاتهم في المستقبل هذه اعتبرها مسؤولية في رقبتى لهذا الشعب المفسدين هؤلاء مآلهم القضاء والقانون ولا أريد أن استخدم إجراءات استثنائية هذه تضر أكثر مما تنفع ، وأقول للمفسدين إياكم أن تعتقدوا بأن ليس هناك استثناءات أو ليس هناك إجراءات استثنائية لكن أيضا بالقانون وسريعاً ستحاسبون البعض في طريقه والبعض نزح والبعض خرج والبعض تم إلقاء القبض عليه والآن جارى ذلك أيضا في كل المجالات ليس هناك كبير في مصر على إرادة المصريين الآن.

 المذيع: سيادة الرئيس أهم موضوع على الساحة حالياً الاحتجاجات الفئوية ومطالبها والإضرابات وحقوق هؤلاء الناس الذين يقفون في كل المحافظات والمؤسسات، كيف ترى تلك الاحتجاجات؟

 الرئيس: حقيقة الاحتجاجات الفئوية تعبير عن رأي الناس وحاجتهم في أن ترتفع دخولهم ومرتباتهم .. هذا حق مكفول للجميع .

         وأنا أريد أن أقول بعض التوضيح يعني مثلا في العام الماضي 2011-2012 كانت جملة المصروفات في الموازنة حوالي 480 مليار وكان الأجور فيها فقط 126 مليار أجور .. زادت في الموازنة الجديدة المصروفات إلى 533 مليار من 480 مليار تقريبا لكن الأجور زادت إلى 135-136 مليار أجور نتيجة الزيادة في مرتبات الناس بهذا الشكل .. الضرائب نتيجة الظروف أيضا .. مورد من الموارد الأساسية بالنسبة للموازنة العامة .. من الموارد الأساسية للدولة الضرائب .. كان مقدرا لها أن تكون حوالي 390 مليار فيه 25 مليار لم نتمكن من جمعها في العام الماضي نظرا للظروف الموجودة .. الناس غير قادرة على دفع ما عليها من ضرائب بتؤجَّل بعض الشيء"

إن الاحتجاجات الفئوية والتعبير عنها هذا أمر مباح لا بأس .. الاحتياجات أنا أعلم أنها أكثر من الدخول والأسعار والمصروفات أكثر من الدخل .

         لكن أنا عايز أقول مرة أخرى ان الاحتجاجات التي تعطل الإنتاج تقلل الإمكانيات للاستجابة للمطالب ، الاحتجاجات التي تغلق المصانع وهي غير كثير ولكن هي موجودة أحيانا .. هذه تعطي صورة سلبية بالنسبة للصورة العامة في مصر .. ممكن احتمالات الاستثمار معدلاتها تقل ولا تزيد وهذا يؤثر سلبا على إمكانية تلبية المطالب وهكذا .

         فهذه الاحتجاجات الفئوية أنا أقدرها وأقدر مشاكل أصحابها وأتابعها واحدة - واحدة في كل المصانع والشركات في الحكومة في الجامعة في الموظفين .. في المدرسين .. في الأطباء .. وفي كل الفئات.

         أنا أتابع ذلك وأعرف أن الناس حقيقة يعيشون مرحلة انتقالية فيها بعض الصعوبات والدخول أقل من المطلوب لكن الأرقام تتحدث عن حالة من الفروق تحتاج إلى تعويض .

         إحنا خدمة الدين المصري حوالي 25% ربع الميزانية ..عايزين نقلل هذا ولا نذهب إلى الاقتراض وألا نثقل كاهلنا باقتراض جديد .. هناك نمو .. البورصة مؤشراتها جيدة الآن وتقول أن هناك انطباع جيد عن الاقتصاد المصري في نموه .. وهناك حركة استثمار من الخارج نحو الداخل وهناك قناعة لدى المستثمرين المصريين عشان يشتغلوا .. هناك ترشيد للطاقة واستهلاك الطاقة والنظر إلى موضوع الدعم بشكل جدي حتى لا يذهب الدعم إلى غير مستحقيه.

         هذه الأمور مجتمعة تقول أن الإضرابات أو الاحتجاجات الفئوية التي أقدرها وأحترمها وأحترم احتياجات ورغبات أصحابها يجب أن لا تعطل الإنتاج .. لا يمكن أبدا أن نسمح بأن يكون الاحتجاج الفئوي قاطع للطريق .. لا يمكن .. هذا أمر صعب جدا وخطير جدا .. أو معطلا لحركة الإنتاج أو مغلقا لحركة التجارة أو مؤثرا على الصورة الكلية لوطننا جميعا .. لكن أن تصل الأصوات إلى المسؤول إلىَّ عبر النقابات أو مجموعات عمل هذا ما نفعله عبر الحوار البنّاء فيما بيننا .. ما نستطيع أن نفعله وما الذي يجب أن نصبر عليه .. نصبر عليه لا ليأخذ أحد كائنا من كان حقنا .. لا .. نحن وضعنا يدنا كما قلت على النزيف ولكن نحتاج أن نصبر مع بعضنا البعض .. هذا أفضل بكثير من أن نمد أيدينا لغيرنا.

         الموعد أنا أزعم إن شاء الله .. أقول بمعرفة ودراية أن هذه المطالب ستلبى في الموازنة القادمة بنسبة عالية جدا في السنة المالية عامي 2012-2013 وإن شاء الله خلال سنتين من الآن الناس سيشعرون بالحركة اللي إحنا عملنها بالاستثمارات .. بالمشروعات الجديدة .. بمعدلات التشغيل .. وبعودة السياحة وزيادة عدد السائحين وخدماتهم .

         بهذا كله .. وزيادة منسوب النيل في الفيضان العام الجاري وزيادة نسبة المحصولات (القمح زاد مليون ونصف مليون طن) هذا العام من نفس المساحة المزروعة والفواكه زادت والمانجو إنتاجها زاد وسعرها أقل في السوق .. الأرز زاد إلى 8 مليون طن .. عشان كده زودنا سعر الطن بالنسبة للفلاح علشان يعود عليه من الإنتاج ما يستحقه هو .. هذا كله نعمل إليه" .

 المذيع: وماذا بالنسبة للحد الأدنى للأجور؟

 الرئيس: الحد الأدنى للأجور .. هذا حق ويجب تطبيقه ونحن الآن نسعى لتطبيقه .. وصلنا الآن إلى ما يقرب من 800 جنيه والمستهدف كان 1200 جنيه .. إن شاء الله نصل إليه أيضا في الموازنة الجديدة .. نصل إلى هذا الحد مع تطبيق أيضا الحد الأقصى .. كان هناك مشروع قانون لم يكتمل فيلا مجلس الشعب وهو 35 ضعف في كل مؤسسة بحد أقصى في الدولة كلها .. ومش المرتب .. أنا أقول الدخل .. ألا يزيد عن 50 ألف جنيه في حالة خاصة هذا يعني يعمل توازن أنا ما أسعى إليه الآن .. بنحصر ونشوف الدخول شكلها إيه .. لكن استهلاك الطاقة يرشد أيضا .. يصل الدعم إلى مستحقيه .. كل هذه أمور الآن على الأرض ليس فقط جاري دراستها وإعداد الخطط لها على الأرض بل وتطبيق بعضها إن شاء الله نسبيا" .

 المذيع: سيادة ما رأي سيادتكم فى أن هناك بعض القيادات تنتظر الإقالة بين حين وآخر يتخوفون وربما لا يعملون، وسيادتكم تعلمون أن الشباب يحتاجون إلى ممارسة دورهم الذى افتقدوه منذ سنوات؟

الرئيس: الشباب له كل الحق في أن يمارس دورا متميزا في مجالات العمل المختلفة بل في قيادة العمل في محاور عمل ومؤسسات إنتاج كثيرة .. ولكن هذا لا يعني أن أصحاب الخبرة أيضا نحن لا نحتاج إليهم فنحن في احتياج إلى روح الشباب ودمائه وتطويره وتطوره واليات العصر والى خبرة الرجال أيضا والمسؤولين الموجودين اللذين ينتظرون الإقالة .. وهذا الكلام الذي يحدث أحيانا بعض السلبيات .. نحن لا نغير من اجل مجرد التغيير .. ولكن نحن نغير كل من نرى أن هناك من هو أفضل منه أو انه حوله دوائر فساد أو انه لا يشارك في منظومة التنمية ويساهم بجد في التعاون مع الخطة الجديدة للحكومة (الحركة العامة الموجودة في المجتمع) .. وهذا مستمر ولعل الجميع يرى .. أنا أتحرك حركة متدرجة وليست بطيئة وليست متعجلة لإحداث تغييرات حقيقية في هيكل العمل بصفة عامة وخصوصا في الأجهزة الحساسة والرقابية في المجتمع.

 المذيع: أود إلقاء الضوء من سيادتكم على قرارات 12، 18 أغسطس الماضي والتي تعد من أهم القرارات السياسية التي اتخذت في مصر، ما رأيكم فى تلك القرارات؟

 الرئيس: القرارات في 12 و18 أغسطس في الحقيقة كانت لازمة وواجبة وأنا ما خوله إلي الشعب المصري في انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية بانتخاب رئيس مدني يحقق مفهوم الاستقرار والدولة المدنية وتحمل المسؤولية كاملة .. اتخذت هذه القرارات وبعدها قرارات اتخذت قرارات أخرى أيضا .. ولم تكن أبدا هذه القرارات المقصود منها تهميش دور مؤسسة أو العدوان بأي شكل من الأشكال على أشخاص وإنما هو تحقيق المصلحة التي يقدرها الجميع" .

         أنا أحقق رغبة ومصلحة الشعب المصري .. انأ أحافظ على مؤسسات الدولة المصرية .. هذه مسؤوليتي .. أنا أغيِّر في بعض القيادات من أجل مشاركة الروح الجديدة والشباب وأيضا احترام وتقدير للقيادات التي لم تفسد قبل ذلك .. والذي فسد القانون موجود والقضاء .

         أنا انظر إلى الإمام وأتصور أن الشعب المصري التف حول هذه القرارات .. وانظر إلى الواقع .. فأرى أنه أحب هذه القرارات .. هذا معناه إجازة لهذه القرارات وشرعية حقيقية لها".

الآن مصر حقيقة تخطو خطوات نحو تحمل المسؤولية بإرادة الشعب المصري لدولة مدنية بمفهوم الدولة المدنية الحقيقية التي فُسرت في وثيقة الأزهر كما قلت أنها الدولة الوطنية .. الدولة الديمقراطية .. الدستورية الحديثة المستقرة في هذا المفهوم ..القوات المسلحة المصرية قامت بدور عظيم في الحفاظ على الثورة .. القوات المسلحة المصرية أدارت المرحلة الانتقالية وتحملت الكثير في إدارتها وحمت هذه المسيرة .. القوات المسلحة المصرية الآن مؤسسة يحترمها الشعب المصري .. رئيس مصر القائد الأعلى للقوات المسلحة حريص على مصلحة هذه المؤسسة .. يرعاها كما يرعى باقي مؤسسات الوطن .. هي تقوم بدورها العظيم في حماية أمن الوطن وحدوده .. هي أيضا مشاركة حقيقية وداعمة أساسية في حماية آمنه الداخلي كلما لزم الأمر.

هذا الأمر وهذه الأجواء من الحب والتكامل بين الشعب المصري الذي اعتبر أن القوات المسلحة جزء أصيل منه وبين القوات المسلحة وإحساسها بأنها تقدم دور عظيم لهذا الشعب .. هذه المنظومة المتكاملة التي أرعاها .. هذه القرارات كانت وما زالت وغيرها من القرارات في المستقبل من تحقيق المصلحة والاستقرار وإعلاء قيمة الإرادة الشعبية، الانتقال الحقيقي بالشعب المصري كله إلى تمام الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية ووضع الدستور المستقر الذي سوف يستفتي عليه الشعب .

         هذه قرارات اتخذتها بإحساس .. بإرادة هذا الشعب تعبيرا عن هذه الإرادة لتحقيق المصلحة ولم تكن أبدا - أبدا ضد أفراد على الإطلاق بقدر ما كانت محققة للمصلحة العامة وهكذا نرى آثارها في المجتمع وحتى في العالم أيضا.

المذيع: سيادة الرئيس قمت بضم السلطة التشريعية إليكم وقلتم أن استخدامها سيكون فى أضيق الحدود؟

 الرئيس: إن هذه المرحلة قصيرة وستنتهى بانتخاب مجلس شعب جديد .. إذا كان هذا هو الحال بعد وضع الدستور إن شاء الله .. أردت بذلك أن أحافظ على التشريع لا أن أستخدم التشريع .. أنا لن أستخدم التشريع فى هذه المرحلة على الإطلاق إلا فى إطار ضيق جدا وبعد أن يستشار فيه ذوو الشأن فى أى تشريع يصدر .. حتى الآن منذ 12 أغسطس واليوم سبتمبر حوالى 40 يوما لم يصدر فيهم قانون أو قرار إلا حاجتين فقط .. الأولى هى أن سنة ثانية ثانوى والطلاب الذين سوف يعيدون السنة فى ثانية ثانوى لهم الحق فهم مخيرون .. هل يختارون نظام الثانوية العامة الجديد أم القديم .. والثانية كانت فى التأمين الصحى على أبنائنا الأطفال .. حوالى 7 ملايين طفل قبل التعليم الابتدائى يشملهم التأمين الصحى عندما يدخلون المدرسة .

         فأصدرت طبقا لما عرضته الحكومة ووزارة الصحة تشريعا بأن يشمل التأمين الصحى هؤلاء .. هاتان الحاجتان اللتان صدرا حتى الآن .. وأنا حريص وأحافظ على التشريع وأريد أن يكون التشريع من السلطة التشريعية فى حينه .. لكن ما يلزم لتسيير المرحلة هو الذى أفعله بعد تمحيص شديد جدا لتحقيق المصلحة.

 المذيع: ما رؤية سيادتكم لعلاقات مصر الخارجية فى ظل الأمن القومى المصري بطبيعة الحال فى الجمهورية الثانية؟

 الرئيس: إن العلاقات الخارجية المصرية الآن تقوم على التوازن فى العلاقة التوازن فى تحقيق المصلحة الاحترام المتبادل الحركة نحو العالم كله شرقا وغربا شمالا وجنوبا نفتح أبوابا ولكننا لا نقفل أبواب أخرى ولا نفتح أبوابا على حساب أبواب .. مصر قادرة على إدارة شأنها واتخاذ قرارها والتوازن مع كل دول العالم.

         بدأت بأفريقيا للعمق الحضارى والعمق التاريخى وعمق المصلحة الحقيقية مع أفريقيا ودول حوض النيل وتوجهت إلى العروبة والعرب بزيارة المملكة العربية السعودية والمؤتمر الذى عقد فى مكة فى رمضان الماضى لأن هذا هو المكان الطبيعى بالنسبة لمصر تاريخيا ومستقبلا ثم اتجهت شرقا إلى الصين ثم ذهبت إلى المؤتمر الذى عقد فى طهران ثم ذهبت إلى أوروبا وسوف أزور الأمم المتحدة فى القريب ثم زيارات أخرى كثيرة أفتح أبواب وأتواصل مع دول العالم ومع الحكومات والرؤساء والمستثمرين ورجال الأعمال والشركات من أجل وطنى مصر أنا أريد تطوير منظومة الإنتاج والاستثمار والعمل فى مصر ليعود بالمصلحة على الجميع لأن بناء هذا الوطن يحتاج إلى حركة خارجية تحقق بالضرورة المصلحة الداخلية.

         إذا لم تصب الحركة الخارجية والعلاقات الخارجية فى مصلحة الوطن والشعب فما قيمتها إذن ولا نستطيع أن نعيش بعيدا عن هذا العالم .. لابد من التوازن ونحن ندرك بوعى ونعرف ماذا نفعل وفى أى اتجاه نتحرك وأين نضع أقدامنا وكيف نحقق مصلحتنا ولا يتدخل أحد فى شئوننا ولا نتدخل نحن فى شئون أحد فالاحترام المتبادل الكامل مع كل دول العالم هو ما أسعى إليه بكل قوة فى هذه المرحلة.

 المذيع: سيادتكم تعلمون الإهمال الذى عانه ملف دول حوض النيل منذ سنوات طويلة، لذلك نود التعرف على نتائج زيارتكم لأثيوبيا؟

الرئيس: قابلت في هذه الزيارة يوم المؤتمر حوالى 13 رئيس دولة من أفريقيا وبعدها ذهب وفد رفيع المستوى من رئيس الوزراء الذى كان وزيرا للموارد المائية قبل ذلك إلى أثيوبيا لتقديم العزاء فى رئيس وزراء أثيوبيا هذا تقدير وواجب علينا واليوم وأمس رئيس الوزراء فى السودان لتوقيع اتفاقيات لمعابر واتفاقيات تجارية إنتاجية زراعية وصناعية أخرى مع السودان وسوف أزور دولا افريقية أخرى وعندي زيارة لأوغندا قريبا لمشاركتهم فى احتفالهم بعيدهم القومي لكى أتواصل معهم ، هؤلاء جميعا يستشعرون أن قيمة مصر كبيرة جدا ولمست منهم سعادة كبيرة جدا فى هذا التعامل ومصر تحتضن أفريقيا وتتواصل معها وأفريقيا تحب مصر وتحرص عليها ودول حوض النيل جزء من أفريقيا وأفريقيا كلها فى القلب من علاقتنا الخارجية.

المذيع: سيادة الرئيس كيف تقيمون علاقة مصر بإيران فى ضوء التوترات بين إيران ومعظم دول العالم؟

 الرئيس: لقد ذهبت إلى إيران لحضور مؤتمر دول عدم الانحياز وأنا أدرك تماما أن المنطقة العربية والإسلامية والشرق الأوسط بها مشاكل كثيرة وعلى رأس هذه المشاكل مشكلة سوريا، وإيران لاعب أساسي على الساحة فى المنطقة وبالنسبة لمشكلة سورية أيضا ويمكن أن يكون لها دور إيجابي فاعل في حل هذه المشكلة، وأنا أدرك أيضا أن دول وشعوب هذه المنطقة فى حاجة إلى الاستقرار وإلى استشعار الأمن، ومصر دولة كبيرة وبفضل الله قيمتها وشعبها وتاريخها ومستقبلها الواعد للتنمية له قيمته.

         وبالتالى أنا أردت بهذه الزيارة أن تؤسس لمفهوم كيف يمكن لدول هذه المنطقة أن تساهم مساهمة إيجابية فى حل مشكلات المنطقة ، فدعوت بالمبادرة التي تعرف الآن بالرباعية مصر والسعودية وإيران وتركيا .

         مصر دولة فاعلة، ليست طرفا فى المشكلة، ولكن هناك علاقة متميزة وخاصة جدا بين الشعب المصري والشعب السوري.. نحن المصريون لم ننس الجمهورية العربية المتحدة والشعب السوري والشعب المصري ومعاناة الشعب السورى الآن تؤرقنا جميعا وتؤرق كل شعوب المنطقة وأنا أردت أن تكون إيران الدولة والشعب جزءا من حل هذه المشكلة ، وأيضا أن تقوم تركيا لأن لها دورا ولها علاقة بالمشكلة على الأقل علاقة حدودية، والسعودية باعتبارها رائدة بمنطقة الجزيرة العربية والخليج العربى ودولة كبيرة وبالنسبة لنا مهمة جدا وفيها قيادات عاقلة ورشيدة.

         وبالتالي أردت لهذه الدول الأربع أن تكون نواة وليس معنى ذلك هى وحدها وإنما يمكن أن تكون معها من دول المنطقة دول كثيرة من دول الخليج وغيرها من الدول العربية والدول المحيطة وحتى غير العربية أيضا، المسلمة وغير المسلمة ، وهذه نواة لحل المشكلة ، وأردت أن تكون إيران جزءا فاعلا فيها لأنه لا يمكن حل المشكلة بغض الطرف عن وجود إيران من عدمه لأنها موجودة ودولة كبيرة ومستقرة وبها شغل كثير ولها علاقة بالمشكلة فهم جيران للسوريين فى التاريخ وفى الواقع وبالتالى أنا لا أرى على الإطلاق أن وجود إيران فى هذه الرباعية هو مشكلة ولكنه جزء من حل المشكلة .

         لقد اجتمعت الرباعية اجتماعين.. واحد على مستوى مساعدي وزراء الخارجية، واجتماع آخر على مستوى وزراء الخارجية وربما مستقبلا يحدث اجتماع على مستوى أعلى فى الأمم المتحدة ،وسوف نلتقى رؤساء دول، ورؤساء وزراء لهذه الدول الأربع في الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نهاية هذا الشهر لبحث المشكلة أيضا على مستوى أعلى ونحن نتواصل في ذلك مع الدول العربية في المنطقة، ومع الدول الكبرى الموجودة فى مجلس الأمن والأعضاء سواء كانت الولايات المتحدة فرنسا بريطانيا الصين روسيا وأيضا عندما كنت فى أوروبا مع ايطاليا والاتحاد الأوروبى.. وشمال أفريقيا مع السودان أننا نتحرك حركة واسعة من أجل نجاح هذه الرباعية والأخضر الإبراهيمى تواصل أيضا مع وزراء الخارجية بصفته مبعوثا للأمم المتحدة وهو رجل يعرف حقيقة المشكلة وطبيعة المنطقة والسكان والترتيب الشعبي وأيضا الأستاذ "نبيل العربي" أمين عام الجامعة العربية حضر أيضا وتواصل مع هذه الرباعية مع وزراء الخارجية ، هؤلاء الجميع يتواصلون الآن وسط حالة من الرغبة الأكيدة بين الدول والحكومات المعبرة عن شعوبها لحل مشكلة سوريا.

 المذيع:- هل تتوقعون وقف قريب لنزيف الدم في سورية؟

الرئيس: المسألة ليست مسألة توقع، لكننا نسعى لذلك، وسوف نستمر فى سعينا وحركتنا الفعالة، لوقف هذا النزيف، ليس هناك مجال آخر للحديث عنه، لابد من وقف النزيف هذا، ولا بد من أن يدرك النظام السوري، أن استمرار إراقة الدماء هو بذلك يخالف كل القوانين والأعراف والثقافة والتاريخ والإنسانية بالنسبة لما يقوم به فى سوريا، ولابد من وقف هذا النزيف، ومن أجل ذلك حركتنا الآن.

المذيع: بعد ولاية سيادتكم، ما الذى فعلته مصر لوضع حلول قاطعة للقضية الفلسطينية؟

الرئيس: القضية الفلسطينية كانت دائما ومازالت وستبقى فى قلب وعقل كل مصري، فالمصريون الشعب دائما كان ومازال وسيبقى داعما لإخوانهم الفلسطينيين والقضية الفلسطينية ، ولا يمكن أن يتحقق سلام فى منطقة الشرق الأوسط بغير إعطاء الفلسطينيين حقوقهم الكاملة، وهذا ما نصت عليه اتفاقية السلام أصلا، فلابد من أن يحصل الفلسطينيون على كل حقوقهم، وأن يقيموا دولتهم بإرادتهم الحرة، طبقا لقرارهم هم، ونحن لا نتخذ لهم قرارا نحن ندعمهم فيما يتخذون من قرارات.

         أقول بكل وضوح، وأخبرت هؤلاء الإخوة الكرام الفلسطينيين على اختلاف الفصائل، إن اتفاقهم وهم يسعون إليه، ونحن الآن نحتضن هذه الحركة من أجل الاتفاق النهائى بينهم، وهذا الاتفاق يساعد مصر فى أن تقوم بواجبها أكثر وأكثر نحو تحقيق مصلحة الشعب الفلسطينى كله، وإن شاء الله يتفقون.. لكننا نبقى دائما حاضنين كمصريين لحقوق الشعب الفلسطينى، وإمدادهم لاحتياجاتهم الغذائية بالدواء والتواصل معهم، وتسهيل الحركة العملية التعليمية للطلاب، وتسهيل الذهاب والعودة للأقارب، فمصر دائما تفتح أحضانها لأشقائها العرب المسلمين، وللفلسطينيين الجيران والأهل. فهذه قضية لا يمكن أبدا أن تغيب عن أنظارنا، ولا يمكن أبدا أن نقصر فيها، ما أقوله الآن، إنما هو رأى الشعب المصري كله نحو فلسطين والفلسطينيين.

المذيع: سيادة الرئيس لماذا رفضتم تعليق صوره فى قصر الرئاسة أو المؤسسة؟

 الرئيس: أنا أريد أن أؤسس لمفهوم دولة المؤسسات لا دولة الفرد، ولا لإشاعة ثقافة الفرد القادر على أن يفعل كل شىء الملهم بكل شيء صاحب اليد العليا على كل إنسان.

         هذه مفاهيم ذهب عصرها وبالتالى هذه المسألة خطوة وليست خطوة كبيرة جدا، ولكن أردت بها وكل الخطوات التى اتخذتها أن يعتاد الشعب المصري على أنه لا يوجد للفرد هيمنة أبدا عليه إنما هو صاحب الإرادة وهو الذى يختار الفرد وهو الذى يقرر ماذا يريد؟، ولا مجال أبدا مرة أخرى لديكتاتورية الفرد.

 المذيع: لمست بنفسى والزملاء الذين يعملون فى مؤسسة الرئاسة أنك تصل النهار بالليل متى تستريح؟

 الرئيس: "وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين"، أنا أحرص جدا قدر المستطاع، أرجو أن أكون عند ظن ربى بى، وعند ظن الشعب المصري الذى اختارنى، فأقوم على أداء الواجب قدر المستطاع، وأتمنى بروح ومحبة وإرادة وقوة الشعب المصرى، أن نحقق منظومة التنمية، لتكون مصر في مصاف الدول العظيمة المستقرة المنتجة الصانعة، أنا أتحدث عن صناعة الطائرات والسفن والسكك الحديدية والصناعات الثقيلة والزراعة، أنا أتحدث عن الاقتصاد المعرفى وليس الريعى فقط، وأنا أحلم حلما كبيرا لمصر.

 المذيع: كلمة سيادتكم توجهها للشعب المصري وتطلبها منهم؟

 الرئيس: أحب كل المصريين وأريد منهم أن يزيدوا من حبهم بعضهم لبعض وأريد لهم الاستقرار والأمن والرفاهية، وأريدهم بوعى كامل أن نصبر بعض الشئ في هذه المرحلة حتى نكون قادرين على أن نمتلك إرادتنا وننتج غذائنا، ودوائنا وسلاحنا، سلاحنا لن نعتدى به على أحد ولكن يجب أن نتملك هذه الأربعة، الإرادة والغذاء والدواء والسلاح، حين إذن تكون مصر الدولة والشعب، الحكومة والمجتمع في مصاف الدول الكبرى العظيمة ، والعظيمة بتاريخها وأبنائها، لكن ما نتمناه لأنفسنا يتحقق بإذن الله.



[1] الهيئة العامة للاستعلامات