إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


 


كلمة الرئيس محمد مرسي أمام مؤتمر حزب العدالة والتنمية التركي

كلمة الرئيس محمد مرسي أمام مؤتمر حزب العدالة والتنمية التركي[1]

أنقرة، في 30 سبتمبر 2012

"الأخ العزيز رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء

 السادة والسيدات الحضور جميعا أعضاء

حزب العدالة والتنمية أحييكم جميعا بتحية الإسلام الخالدة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..الحمد لله الذي جمعنا على الهدى والحق, والحمد لله الذي أكرمنا بهذا الاجتماع.

أشعر بينكم بكل الاخوة والمودة والمحبة..

 ولذلك فاني انتهز هذه الفرصة لأنقل لكم ومن خلالكم تحية شعب مصر إليكم جميعا وإلى كل أبناء الشعب التركي".

 أحسب أيها الأحباب أن العالم كله ينظر إلينا الآن ولكن ما هو أهم من ذلك أن الله يرانا من فوق سبع سماوات..وفي عصر وزمن يحتاج إلى العدل والسلام ورسالتنا المشتركة بين شعب مصر وتركيا وأنها رسالة بين شعوب الأرض وهي رسالة السلام والاستقرار لكل أهل الأرض".

لقد استمعت معكم إلى ما قدمه وبتفصيل واضح رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان عن انجازات الشعب التركي العظيم بقيادة حزب العدالة والتنمية التي ينظر إليها العالم كله باحترام وتقدير".

لقد رأيت في كلماته صدقا وعزيمة وتعبيرا عن إرادة هذا الحزب وعن طبيعة هذا الشعب الذي مازال لديه الكثير, يؤدي بدقة واتقان وهو يحافظ على هويته ويتخذ كل الوسائل لكي ينمو بقوة في عالم يحترم من يعتمد على نفسه وعلى امكانياته ويشق طريقه بارادته الحرة".

إننى أيها الاحباب وأنا أعبر لكم عن حبي وتقديري بل واعجابي بهذه المسيرة الناجحة انما انقل اليكم مشاعر وتقدير واحترام واعجاب الشعب المصري كله...تعلمون أيها الاحبه أن الشعب المصري قد اشتاق عبر زمن طويل إلى الحرية والعدل والمساواة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ,تعلمون أن الشعب المصري في اشتياقه لكل ذلك ...قام بثورته المباركة السلمية في 25 من يناير 2011.

لقد كان أول رئيس في العالم يزور مصر ليهنئ الشعب المصري بعد الثورة بأيام قلائل بنجاح ثورته, وليعلن من القاهرة وقوف تركيا شعبا وقيادة إلى جانب الشعب المصري , هو الاخ العزيز الرئيس عبد الله جول رئيس تركيا.

وقد التقى حينئذ الرئيس جول بالقيادة المصرية متمثلة بالمجلس العسكري للقوات المسلحة التي حافظت على الثورة, كما التقى بكل الوان الطيف السياسي المصري بالشباب والاحزاب والقوى الوطنية السياسية, وذهب إلى ميدان التحرير ورأى من خلال ذلك حضارة المصريين وثورتهم السلمية الناجحة, وقد كانت الزيارة ذات قيمة إيجابية كبيرة بالنسبة لنا في هذا التوقيت.

وبعد الانتخابات الرئاسية في مصر وبعد ان اعلنت النتيجة وبعد أن اقسمت قسم رئيس الجمهورية وتوليت السلطة في 30 يوليه 2012 وبعدها بأيام قلائل كان أول من زارني لتهنئة الشعب المصري بنجاح الانتخابات كان وزير خارجية تركيا.

وفي ذات السياق فإن أخي رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وكذلك الرئيس جول كانا أول من اتصلا بي تليفونيا بعد إعلان النتيجة للتهنئة , وهى علامات تدل دلالة قاطعة على مدى عمق العلاقة بين الشعبين المصري والتركي, والأهداف والغايات والآمال والتاريخ المشترك.

ومن أهدافنا المشتركة الحرية القيمة الغالية التي تناضل من أجلها كل الشعوب وان تكون الشعوب والامم هي مصدر السلطة الديمقراطية..ومن اهدافنا المشتركة أيضا العدل الذي يقوم عليه الملك والسلام الذي تطمئن به النفوس ويهدأ به العالم وتنتهي الحروب .

من أهدافنا المشتركة النهضة والتنمية والعدالة الاجتماعية وان نعيش مع هذا العالم بقوة وأن نفتح أبوابنا لكي نحتضن الشعوب بعضها ببعض ولكي يتداول بين الناس حب الاوطان الذي لا يتعارض مع أن تعيش الشعوب في سلام واحترام متبادل".

ومن أهدافنا المشتركة دعم ومعاونة الشعوب التي تتحرك وتثور لتنال حريتها وتزيح حكامها الذين يحكمونها بالحديد والنار والديكتاتورية, الشعوب التي تنشد الاستقرار والحرية والعدل والتنمية والنهضة كشعبي الفلسطيني والسوري".

من أهدافنا المشتركة أيضا أن نقف معا ضد الظلم وضد التميز وكل محاولات السيطرة على إرادة الناس أو على الحكومات أو على الدول من أي قوة كانت في شرق أو غرب ..الهدف الاسمى والأكبر ان يتحرر الناس أفرادا وشعوبا ودولا وحكومات ...وان يعيش الجميع في هذا العالم باستقلال تام وبتعاون ومحبة وتعارف في الخير دون عدوان من أحد على أحد .

"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم".

أيها الاخوة

    إن التاريخ بين شعب مصر والشعب التركي ممتد عبر الزمن فيه عبق الخير وفيه مبادئ العدل والحق وحب الخير لكل الناس, التاريخ الذي لا تنكره العقول ...تاريخ الحب والاستقرار والتواصل بين الشعوب والتقاء الثقافات وعدم تعارض الحضارات ...تاريخ نعرفه جميعا ونرى فيه خيرا كثيرا .

    ان هذا التاريخ الذي لا ننفصم عنه بل نفخر به ونفاخر والواقع الذي نعيشه الذي به أيضا مشتركات كثيرة يحتاج منا الى تعاون وتواصل وتناول لكل القضايا بروح الاخوة والمحبة والسلام.

أنقل اليكم حقيقة ما يتطلع اليه شعب مصر من استقلال تام في الإرادة وهكذا نفعل أيها الأحباب بثورة مصر العظيمة فقد امتلك المصريون إرادتهم كاملة, نال المصريون حريتهم ومارسوا ديمقراطية كاملة في اختيار من يعبر عنهم في البرلمان بغرفتيه قبل ذلك ثم اختاروا رئيسا لهم بحرية تامة وبديمقراطية حقيقية كما شهد عليه كل العالم" .

الآن يتحرك المصريون نحو النهضة والانتاج الحقيقي ويتحركو ليعتمدوا بعد الله على انفسهم وعلى سواعدهم وعلى نيلهم ومواردهم".

وبإرادة المصريين اتوجه لفتح كل الابواب مع هذا العالم الذي نعيش فيه لكي تلتقي إرادة الخير مع الشعب المصري مع عون ودعم الاصدقاء في هذا العالم , لكي تؤدي مصر دورها الحضاري باستقرار وتنمية عالمية إيجابية تعود على ابناء مصر بل وعلى كل العالم بالخير وهذا ما ننشوده ونعمل من أجله الآن".

نحن ان نخطو خطوات جادة لاستكمال الانتقال الديمقراطي الكامل والقضاء على الفساد ووضع خطواتنا الاولى نحو تنمية حقيقية لكي تكتمل الصورة ,أنا معبر عن الشعب المصري أشكر لكم أيها الأشقاء في تركيا شعبا وحكومة استعدادكم ووقوفكم إلى جانبنا في هذه المسيرة المباركة.

هناك بعض النقاط التي أحب أن أؤكد عليها نحن في مصر داخليا نسعى بكل قوة إلى الاستقرار والامن والانتاج والمصريون يضحون جميعا من أجل وطنهم وينهضون بكل قوة ليعيدوا مجدا ويؤسسوا لحضارة حقيقية على أرض مصر بكل أبناء مصر وبكل شعبها بهم ولهم تنهض هذه المسيرة وسوف يكون إن شاء الله خيرا كثيرا طالما ان الله يرعانا وأن الشعب يقف يضع يده في يد بعضه البعض ويصر على المضي قدما في هذه المسيرة.

بالنسبة للعلاقات الخارجية لمصر مع شعوب ودول العالم وفي مقدمة هؤلاء الشعب التركي قيادة وشعبا فإننا نحرص على وجود علاقات متميزة قوية فاعلة مع الجميع , فقد جئنا برسالة سلام واضحة ونريد الخير للجميع ولا نتدخل في شئون أحد ولا أبدا نسمح لأحد لان يتدخل في شئوننا".

وبالنسبة للقضايا التي تظهر الآن على الساحة في هذا العالم وخاصة في منطقتنا وكما قلت نشترك فيها مع شقيقتنا تركيا أيضا قضيتين أساسيتين هما قضية فلسطين وقضية سوريا" , أما بالنسبة للقضية الفلسطينية فإن موقفنا في ذلك واضح كل الوضوح فنحن نحمل هذه القضية مع الشعب الفلسطيني طوال الوقت ولازلنا وسنبقى, ونحن ندعم الشعب الفلسطيني ومن يمثلونه داخل وخارج أرض فلسطين في قراراتهم التي يتخذونها بإرادتهم.

    وفي نفس الإطار فإننا لا يمكن أن نقصر أبدا في مد يد العون لأهل غزة , الجيران الأشقاء ولأهل الضفة الغربية ولكل الفلسطينيين في كل مكان ولا يمكن أبدا أن يقف المصريون عاجزين وهم يرون أن اهل غزة محاصرون.

إن المعابر بيننا وبين غزة مفتوحة لتقديم ما يحتاجه أهل غزة من غذاء ودواء وتعليم وتواصل بين العائلات والأسر, وذلك في إطار حرصنا على القيام بواجبنا تجاه الأشقاء في غزة, ونحن نتطلع إلى قيام الدولة الفلسطينية بإرادة الفلسطينيين وعاصمتها القدس الشريف".

ندعو هذا العالم ان يقف سندا للفلسطينيين حتى يعيشوا أحرارا كباقي ابناء الارض جميعا وحتى يعيشوا بإرادتهم وآمنيين على أنفسهم وأبنائهم ونسائهم , هذا حقهم ونحن ندعمهم في ذلك كما ننصرهم ونقف معهم في نفس الخندق وندعو العالم كله أن ينصرهم لنيل حقوقهم الكاملة على أرضهم , أرض فلسطين الغالية".

    وبالنسبة للقضية الثانية, قضية شعب سوريا الذي يذبح ويقتل صباح مساء والذي تراق دماؤه ويعتدى على نسائه وعرضه هذه المأساه تدمي قلوبنا , لا نستطيع أن ننام ونحن نرى إخواننا هكذا في سوريا, لن نهدأ ولن نستقر حتى يقف هذا الدم وحتى تتحقق إرادة الشعب السوري في ان يختار قيادته وان تزول هذه القيادة الحالية الظالمة لشعبها المريقه لدمه".

لابد ان ينال الشعب السوري حريته كاملة ويعيش حرا على أرضه ويتحقق له ما يريد فنحن معه وبجانبه نؤيده ونقف ضد الظالم الذي يقتله وسوف ينال بإذن الله حقوقه وحريته قريبا وما ذلك على الله بعزيز".

لقد تقدمت بمبادرة في مكة في آخر رمضان الماضي كما تعلمون في ليلة القدر وكانت المبادرة للدول الاربع مصر وتركيا والسعودية وإيران, وهى مدعومة من الجامعة العربية والأمم المتحدة ومن كثير من دول العالم الحر في أوروبا وأسيا وأمريكا وأمريكا الجنوبية , إن هذه المبادرة لهذه الرباعية نواه لكي تتجمع حولها الجهود لتسير في اقرب فرصة وإن شاء الله سيكون لحل هذه المشكلة المستعصية في سوريا".

كذلك أيها الأحباب فان علاقاتنا الخارجية تمتد بالتواصل والتعاون مع ليبيا وتونس والسودان واليمن والجزيرة العربية والخليج العربي وشمال افريقيا وغربها وجنوبها وكذلك في شرق الامم وشرق العالم ومعكم ومع اوروبا.

ولا يزال عالمنا العربي والربيع العربي للثورات يحتاج إليكم وإلى دعمكم , فما بعد الثورات والانتقال بالسلطة إلى الاستقرار لا يقل أهمية عن الثورات نفسها , فوقوفكم بجانب هذه الثورات أمرا ضروريا وأظنكم تفعلون ذلك وتتواصون به وقادرون عليه".

"أيها الأحباب هذه نقاط كثيرة أرى انهأ مشتركة بيننا وتجمع الشعب المصري والتركي والقيادة المصرية والتركية ونحن حريصون على هذا التعاون وحريصون على هذا التوازن في العلاقات وحريصون على الاستمرار وبكل قوة في توافق شعبي وحكومي يرتقي ليقدم نموذجا لهذا العالم كيف تكون العلاقة بين الشعوب والدول".

وفي نهاية كلمتي أيها الأحباب أشكركم على هذه الدعوة وأهنئ الحزب وقيادته وأعضاءه حزب العدالة والتنمية بكم واتمنى للشعب التركي ولهذا الحزب التوفيق والسداد ودوام الاستقرار والتواصل معنا ومع كل شعوب الأرض .وان يتحقق لنا ولكم ما نريد من عدل واستقرار وقوة في الاداء وأخوة دائمة "ان غدا لناظره قريب" .."والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ".

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

 



[1] الهيئة العامة للاستعلامات