إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



الملحق الرقم (8)

البيان الختامي لقمة عمان

29 فبراير 1990

نص البيان

 تلبية للدعوة الكريمة من الملك حسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية وتنفيذاً للمادة الثامنة من اتفاقية تأسيس مجلس التعاون العربي انعقدت الدورة الثانية للهيئة العليا للمجلس في عمان خلال الفترة من 24 ـ 25 فبراير (شباط) 1990، بحضور أصحاب السيادة الرؤساء حسني مبارك وعلي عبدالله صالح وصدام حسين.

 افتتح الرئيس صدام رئيس الدورة الأولى للهيئة العليا الاجتماع بخطاب شامل ضمنه توجيه الشكر لجلالة الملك حسين والحكومة الأردنية والشعب الأردني على حسن الاستقبال وكرم الضيافة الذي قوبل به ضيوف الأردن قادة ومسؤولين.

 وأشاد بالإنجازات التي تحققت خلال السنة التي مضت منذ تأسيس المجلس مطالباً بتحويل الاتفاقيات التي أقرت إلى واقع ملموس.

 وقدّم استعراضاً شاملاً لتطورات الأوضاع في المنطقة والمستجدات على الساحتين العربية والدولية وخاصة التغيير في ميزان القوى العالمي والخيارات المطروحة أمام الأمة العربية لمواجهة هذه المستجدات وما تنطوي عليه من تهديدات للأمن القومي العربي.

 وألقى الملك حسين رئيس الدورة الثانية للهيئة العليا خطاباً رحب فيه بأشقائه رؤساء الدول أعضاء المجلس والوفود مشيداً باسمهم بالجهود الصادقة والحثيثة التي بذلها الرئيس صدام حسين والحكومة العراقية خلال فترة ترؤسه للمجلس في دورته الأولى منوهاً بالإنجازات الكبيرة التي تحققت على صعيد العمل المشترك في كافة الميادين والمجالات.

 وفي الكلمة التي ألقاها الرئيس حسني مبارك أكد أن دول مجلس التعاون العربي تؤمن بالسلام وتدعو له، وتقف ضد الحرب والعنف والقهر وأنها إذا كانت تدافع عن حقوق الإنسان فهي تؤمن بأن احترام حق شعب معين لا يتحقق بانتهاك حقوق شعب آخر وهي تقف بالتالي بكل صلابة ضد محاولات توطين المهاجرين السوفيت أو غيرهم في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما فيها القدس العربية.

 كما أكّد على مساندة مصر المطلقة للأردن في مواجهة الأخطار الناجمة عن الهجرة اليهودية إلى الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وعن التصميم على التصدي بحزم للتهديدات التي تطلق ضده مؤكداً الالتزام الحازم بالوقوف إلى جانب الأردن في مواجهة الأطماع العدوانية التي تستهدفه.

 وقد استمع القادة باهتمام إلى الشرح المفصل الذي قدمه سيادة الرئيس علي عبدالله صالح حول الخطوات التنفيذية التي يقوم بها شطرا اليمن وصولاً إلى إعلان الوحدة اليمنية يوم 20 تشرين الثاني- أكتوبر من هذا العام وقد عبروا عن ترحيبهم وتأييدهم لهذه الخطوة الوحدوية على طريق الوحدة العربية.

 كما أجرى القادة بحثاً معمقاً لموضوع تدفق المهاجرين اليهود من الاتحاد السوفيتي ودول أوروبا الشرقية إلى الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة والمخاطر الناجمة عن هذه الهجرة وأكدوا ضرورة العمل على وقفها لما تشكله من انتهاك للقانون الدولي ولحقوق الإنسان واعتداء على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وتهديد للأمن القومي والنظام العربي بأسره وإفشال للمساعي المبذولة للتوصل لتسوية سلمية شاملة ودائمة لازمة الشرق الأوسط.

 واستعرض القادة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وأعربوا عن اعتزازهم بالنضال البطولي الذي يخوضه الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، والذي تجسده الانتفاضة.

 واستعرض قادة المجلس الوضع الراهن بين العراق وإيران وعبروا عن قلقهم العميق لتعثر مفاوضات السلام التي يرعاها الأمين العام للأمم المتحدة بسبب استمرار موقف إيران السلبي وتعنتها وشروطها الابتزازية والتعجيزية.

 وأكدّ قادة المجلس ضرورة السعي لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم بين العراق وإيران وفي منطقة الخليج العربي وذلك بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم (598) لعام 1987 كخطة سلام، كما أكدوا ضرورة استئناف المفاوضات بين الجانبين بصورة مباشرة وحقيقية تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة.

 وجدد قادة الأردن، ومصر، واليمن العربية ترحيبهم البالغ وتقديرهم العالي للمبادرة السلمية الإنسانية التي أعلنها سيادة الرئيس صدام حسين في الخامس من يناير (كانون الثاني) 1990.

 ويرى القادة في هذه المبادرة فرصة ثمينة على طريق تحقيق تسوية تعيد الأمن والاستقرار لمنطقة الخليج العربي وتعزز السلم العالمي.

 وبخصوص الوضع المأساوي في لبنان فقد أعرب القادة عن تقديرهم للجهود التي بذلتها اللجنة العربية الثلاثية العليا للتوصل إلى حل لهذه المأساة يضمن استقلال وسيادة ووحدة لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات ودعوا الفئات اللبنانية إلى وقف الاقتتال الذي يدفع ثمنه جميع أبناء الشعب اللبناني.

 وطالبوا المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لتنفيذ القرار 425 الداعي إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان لتمكين السلطة الشرعية من بسط سلطتها على كافة الأراضي اللبنانية كما دعوا إلى انسحاب القوات غير اللبنانية من لبنان.

 كما تناول القادة باهتمام موضوع موارد المياه العربية وأيدوا الرغبة في الاستمرار بالتعامل مع هذا الموضوع بما يستحقه من جديد وعلى أساس الالتزام بقواعد القانون الدولي والمواثيق الدولية بما يكفل الحقوق العربية المكتملة ويحافظ على علاقات حسن الجوار.

 كما استعرض القادة الوضع في منطقة البحر الأحمر وأكدوا ضرورة أن يسود السلام والاستقرار والأمن في هذه المنطقة بما يكفل حرية الملاحة فيها ويبقيها بعيدة  عن الصراعات الدولية والتواترت الأمنية.

 وقد أعرب القادة عن ارتياحهم لإطلاق سراح الزعيم الأفريقي نلسون مانديلا ووجهوا التحية لشعوب الجنوب الأفريقي مؤيدين كفاحها من أجل القضاء على التمييز والفصل العنصري وهناء شعب ناميبيا على نيل استقلاله ثمرة كفاح طويل ومرير مجددين حرصهم على استمرار تطوير وتوثيق العلاقات العربية الأفريقية.

------------------------



1/1/1900