إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



رسالة مؤرخة 12 تموز/ يوليه 1948 وموجهة إلى الأمين العام

من ممثل الهند بشأن معاملة الهنود في جنوب أفريقيا

A/577، 16 تموز/ يوليه 1948

          لابد أنكم تذكرون أن حكومة الهند لفتت انتباهكم في حزيران/ يونيه 1946 إلى التمييز العنصري الذي يتعرض له مواطنو جنوب أفريقيا ذوو الأصل الهندي على يد حكومة اتحاد جنوب أفريقيا، وطلبت أن تنظر الجمعية العامة للأمم المتحدة في هذه المسألة. وبعد النظر التام في المسألة وإجراء مداولات مطولة بشأنها، اتخذت الجمعية العامة القرار التالي في 8 كانون الأول/ ديسمبر1946:

          "إن الجمعية العامة،

          "وقد أحاطت علما بالطلب المقدم من حكومة الهند بشأن معاملة الهنود في اتحاد جنوب أفريقيا، وبعد أن نظرت في المسألة:

 

"1 -

تعلن أنه، بسبب تلك المعاملة، تضررت العلاقات الودية القائمة بين الدولتين العضوين، ومالم يتم التوصل إلى تسوية مرضية فإن من المحتمل أن تزداد هذه العلاقات تضررا؛

 

"2 -

ترى أن معاملة الهنود في الاتحاد ينبغي أن تكون متوافقة مع الالتزامات الدولية بموجب الاتفاقات المبرمة بين الحكومتين، ومع أحكام الميثاق ذات الصلة؛

 

"3 -

لذلك تطلب إلى الحكومتين الإبلاغ في الدورة التالية للجمعية العامة عن التدابير المتخذة تحقيقا لهذه الغاية ".

2 -

وعملا بالفقرة 3 من هذا القرار، قدمت تقارير من حكومة اتحاد جنوب أفريقيا وحكومة الهند لكي تنظر فيها الدورة الثانية للجمعية العامة. وقد أحيلت هذه التقارير أولا إلى اللجنة السياسية والأمنية التابعة للجمعية العامة؛ وبعد مناقشة وافية للتقارير، اتخذت تلك اللجنة في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947 القرار التالي، بأغلبية تسعة وعشرين صوتا مقابل خمسة عشر صوتا وامتناع خمسة أعضاء عن التصويت:

          "أولا - حيث إن الجمعية العامة، إذ أحاطت علما في القرار 44-(د-1) المؤرخ 8 كانون الأول/ ديسمبر 1946  بطلب مقدم من حكومة الهند بشأن معاملة الهنود في اتحاد جنوب أفريقيا، لاحظت أن العلاقات الودية القائمة بين الدولتين العضوين قد تضررت بسبب تلك المعاملة وأنه ما لم يتم التوصل إلى اتفاق مرض فإن من المحتمل أن تزداد العلاقات بينهما تضررا؛

          "ثانيا- وحيث إن الجمعية العامة رأت، بعد أن نظرت في المسألة بعناية، أن معاملة الهنود في اتحاد جنوب أفريقيا ينبغي أن تكون متوافقة مع الالتزامات الدولية بموجب الاتفاقات المبرمة بين الحكومتين ومع أحكام الميثاق ذات الصلة؛

          "ثالثا- وحيث إن الجمعية العامة طلبت إلى الحكومتين الإبلاغ في الدورة التالية للجمعية العامة عن التدابير المتخذة تحقيقا لتلك الغاية؛

          "رابعا - فإن الجمعية العامة،

          " وقد نظرت في التقارير المقدمة من حكومة الهند وحكومة اتحاد جنوب أفريقيا عملا بالقرار المذكور أعلاه؛

          "تؤكد من جديد قراراها المؤرخ 8 كانون الأول/ ديسمبر 1946؛

          "خامسا- وتطلب إلى الحكومتين أن تشرعا، دون أي مزيد من الإبطاء، في مباحثات في مؤتمر مائدة مستديرة استنادا إلى ذلك القرار وأن تدعوا حكومة باكستان إلى المشاركة في تلك المباحثات؛

          " سادسا- وتطلب أن تبلغ حكومتا اتحاد جنوب أفريقيا والهند نتائج تلك المباحثات إلى الأمين العام للأمم المتحدة الذي يتعين عليه أن يستفسر منهما من حين إلى آخر وأن يقدم إلى الجمعية العامة في دورتها التالية تقريرا عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومتان بشأن هذا القرار".

          ولدى عرض قرار اللجنة على الجمعية العامة في تشرين الثاني/ نوفمبر 1947، حظي بقدر كبير من التأييد؛ فقد صوت واحد وثلاثون عضوا لصالح القرار، وتسعة عشر ضده، وامتنع ستة أعضاء عن التصويت. غير أنه، بسبب حكم مفاده أن اتخاذ هذا القرار يتطلب أغلبية الثلثين، لم يتيسر للجمعية العامة اتخاذه رسميا. وبذلك كانت الحصيلة الصافية للمداولات المتعلقة بهذه المسألة الهامة في أثناء الدورة الثانية للجمعية العامة إخفاق الجمعية العامة في تقديم أية توصيات أخرى بشأن هذا الموضوع.

3 -

ولا تزال معاملة الهنود في اتحاد جنوب أفريقيا تشكل انتهاكا خطيرا للمقاصد والمبادئ التي أسست الأمم المتحدة استنادا إليها. ولم تجر حكومة اتحاد جنوب أفريقيا أي تغيير كان، سواء في قوانينها التمييزية أو في ممارسة التمييز، لأسباب عنصرية بحتة، ضد مواطنيها ذوي الأصل الهندي. ومثال ذلك أن مدونة القوانين لا تزال تحتوي على قانون حيازة الآسيويين للأراضي وتمثيل الهنود لعام 1946، الذي سنته حكومة جنوب أفريقيا والذي استحدث تدبير العزل السكني والاقتصادي البالغ القسوة ضد الآسيويين. ومن الواضح أن مواصلة حكومة جنوب أفريقيا لسياسة  التمييز العنصري ضد الآسيويين وسواهم من غير البيض ناجمة عن افتراض تلك الحكومة بأن عدم اتخاذ الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا فعالا بشأن هذا الموضوع السنة الماضية يشكل موافقة ضمنية من الأمم المتحدة على تلك السياسة. ولا تزال الحكومة الحالية في اتحاد جنوب أفريقيا ملتزمة بسياسة الفصل العنصري "أبارتايد" أي العزل العنصري، وهيمنة الأوروبيين على جميع الشعوب غير البيضاء؛ وقد أعلنت هذه الحكومة عن نيتها نزع أية حقوق سياسية محدودة يتمتع بها حاليا الهنود وغيرهم من الآسيويين، والتوسع في سياسة العزل السكني والتجاري لتشمل مقاطعة الكيب، وهي الجزء الوحيد من اتحاد جنوب أفريقيا الذي ظل خاليا نسبيا من العزل العنصري والتمييز السياسي.

4 -

وفي رأي حكومة الهند أن حالة الهنود في جنوب أفريقيا تتطلب أن تنظر فيها الأمم المتحدة مجددا وبسرعة، تمسكا بمبادئ ميثاقها الأخلاقية الأساسية ومنعا لازدياد التدهور في العلاقات المتوترة بالفعل بين الهند واتحاد جنوب أفريقيا. ولا تعتقد حكومة الهند أنه يمكن أن تكون في نية الأمم المتحدة مواصلة الإذعان لرفض اتحاد جنوب أفريقيا العمل وفقا لقرار الجمعية العامة المؤرخ 8 كانون الأول/ ديسمبر 1946. فمن شأن هذا الإذعان أن يكون إنكارا لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية، على أسس عنصرية بحتة، لقطاع هام من سكان اتحاد جنوب أفريقيا، وأن يلحق ضررا خطيرا بهيبة الأمم المتحدة التي تعتمد في النهاية على فعالية تنفيذ أعضائها الالتزامات التي أخذوها على أنفسهم بموجب الميثاق. وإذا استمر تزايد رسوخ الاعتقاد لدى الأعراق غير البيضاء بأنه سيكون هناك معيار لمعاملة تلك الأعراق ومعيار آخر لمعاملة الأعراق البيضاء، فإن مستقبل التضامن بين أعضاء الأمم المتحدة، وبالتالي مستقبل السلام العالمي، سيكون مظلما حقا. ولذلك فإن حكومة الهند ترغب رغبة أكيدة في أن تنظر الأمم المتحدة مجددا في مسألة معاملة الهنود في اتحاد جنوب أفريقيا، وأن تتخذ التدابير الملائمة بموجب المادتين 10و 14 من ميثاقها؛ كما ترجوا أن تتكرموا بإدراج هذا الموضوع في جدول الأعمال المؤقت للدورة القادمة للجمعية العامة.

 

(توقيع )

ب.ب. بيللاري

ممثل الهند لدى الأمم المتحدة