إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



البيان الذي أدلى به السيد ليسلي أو. هاريمان (نيجيريا)، رئيس اللجنة الخاصة لمناهضة الفصل العنصري، بشأن الاقتراح القاضي بإعلان "استقلال" ترانسكاي

نشرة الأمم المتحدة الصحفية GA/AP/596 ، 21 أيلول/ سبتمبر 1976

         تشير التقارير الصحفية إلى أن بالتهازار جون فورستر رئيس وزراء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وكايزر ماتانزيما رئيس وزراء إدارة البانتوستان في ترانسكاي. "الزعيم الأعلى" قد وقعا في 17 أيلول/ سبتمبر على اتفاقات تمهيدا لما يسمى "استقلال" ترانسكاي في 26 تشرين الأول/ أكتوبر.

         وإني بصفتي رئيسا للجنة الخاصة لمناهضة الفصل العنصري، أود أن أعلن أن الاتفاقات المبرمة بين هذين الشخصين لا يمكن أن يكون لها أي مفعول. فهي ليست اتفاقات من أجل منح الشعب الأفريقي حقه في تقرير المصير والاستقلال، وإنما هي احتيال يرتكبه الحكام العنصريون والزعماء الذين عينتهم الحكومة ويتصرفون كشركاء لهم.

         إن "استقلال" ترانسكاي الزائف هو خطوة في تنفيذ المخطط الشيطاني لنظام الفصل العنصري لحرمان الشعب الأفريقي -الذي يمثل 70 في المائة من سكان جنوب أفريقيا- من حقه في المواطنة بنفيه إلى سبعة أو ثمانية بانتوستانات يعتزم إنشاؤها في 200 منطقة محمية مبعثرة تقل مساحتها عن 13 في المائة من مساحة البلد.

         وفي حالة ترانسكاي، فقد أصدر النظام مرسوما يقضي بألا يقتصر مواطنوه على سكانه الذين يبلغ عددهم 1.7 مليون نسمة، بل وأن يشملوا أكثر من مليون شخص من الأصل الزوساني في جميع أنحاء جنوب أفريقيا الذين سيصبحون في 26 تشرين الأول/ أكتوبر من مواطني هذه الدولة الوهمية. وقد قام برلمان البيض في كيب تاون بالفعل بسن قانون يقضي بحرمان جميع الأشخاص الذين ينتمون بأصولهم إلى ترانسكاي من الجنسية. وليس لهذا الحرمان الجماعي من الجنسية من شبيه إلا في ألمانيا النازية.

         ولقد كافح الشعب الأفريقي دوما ضد مناورات نظام الفصل العنصري الرامية إلى تقسيمه بصورة تعسفية إلى ما يسمى جماعات إثنية وإنشاء بانتوستانات كمستودعات للعمالة ومصادرة ما تبقى من جنوب أفريقيا، التي بُني اقتصادها بسواعد العمال الأفريقيين لصالح الأقلية الحاكمة البيضاء.

         بيد أن النظام استمر في فرض مخطط البانتوستانات عن طريق اللجوء إلى القمع الوحشي. وقد تم بالفعل نقل ستة ملايين شخص بالقوة من منازلهم، ومن المقرر نقل ملايين آخرين.

         وفي عام 1960، وبعد حظر المؤتمر الوطني الأفريقي لجنوب أفريقيا ومؤتمر الوحدويين الأفريقيين لآزانيا، فرض نظام جنوب أفريقيا عهدا إرهابيا في ترانسكاي بموجب الإعلان 400 الذي ينص على الاحتجاز دون محاكمة لأجل غير مسمى. ولا يزال الإعلان نافذا.

         وفي حين أن زعماء الشعب الأفريقي قد سجنوا أو نفوا، فقد أنشأ النظام ما يسمى بـ "الحكم الذاتي" في ترانسكاي في عام 1963. وبالرغم من حظر الاجتماعات وغير ذلك من أعمال القمع، فقد صوت الشعب ضد مؤيدي البانتوستانات الذين يترأسهم الزعيم كايزر ماتانزيما. غير أن ما يسمى "الجمعية التشريعية" كانت تغص بأغلبية من الزعماء الذين عينتهم الحكومة والذين انتخبوه كرئيس للوزراء. وقد جعل منه النظام "الزعيم الأعلى" اعترافا بالخدمات التي قدمها للنظام ولخيانته لتطلعات الشعب الأفريقي.

         إن "الاستقلال" الذي يرتب له فورستر حاليا مع ماتانزيما لا يمثل الشعب الأفريقي بأية حال من الأحوال.

         وإن ترانسكاي الذي يتألف من ثلاث قطع منعزلة من الأرض غير قابل للاستمرار من الناحية الاقتصادية. وإن معظم الرجال القادرين بدنيا في الإقليم مضطرون إلى الذهاب إلى المناجم والمصانع والمزارع التي يملكها البيض في سائر أنحاء جنوب أفريقيا بحثا عن العمل. وسيظل ترانسكاي "المستقل" معتمدا اعتمادا كليا على جنوب أفريقيا.

         وقد أعلن كايزر ماتانزيما بالفعل أنه سيواصل إنفاذ الإعلان 400 بعد "الاستقلال" . وقد أكد للمستثمرين أنه لن يسمح بأي نقابة عمالية في الإقليم . وفي تموز/ يوليه - آب/ أغسطس تم احتجاز قيادة الحزب الديمقراطي لترانسكاي بأكملها لمعارضتها "الاستقلال" : ومن ثم فقد منع الحزب من المنافسة في الانتخابات التي جرت في 29 أيلول/ سبتمبر. (من المقرر أن يتكون "برلمان" ترانسكاي من 75 عضواً منتخباً ومن 75 زعيما معينا). وتم اعتقال المئات من الطلبة الأفريقيين لمعارضتهم "الاستقلال" وقد هدد ماتانزيما بنفي كل من يعارض الاستقلال.

         وقد قامت الأمم المتحدة، ومنظمة الوحدة الأفريقية، ومؤتمر بلدان عدم الانحياز بشجب البانتوستانات، وطلبت إلى جميع الدول أن تمتنع عن الاعتراف بـ "استقلال" ترانسكاي الزائف. وقد حظي هذا الموقف بتأييد مجلس الكنائس العالمي والعديد من المنظمات غير الحكومية.

         إن أي اعتراف بترانسكاي، وأي تعامل مع السلطات في ترانسكاي يشكل عملا عدائيا ضد شعب جنوب أفريقيا المضطهد، وضد الأمم المتحدة التي أعلنت مسؤوليتها الخاصة عنه.

         وإني، بالنيابة عن اللجنة الخاصة لمناهضة الفصل العنصري، أدعو جميع الدول التي لم تعلن بعد بشكل قاطع أنها ستمتنع عن أي شكل من أشكال الاعتراف بترانسكاي، إلى أن تفعل ذلك.

         وإني أناشد جميع الحكومات والمنظمات أن تحتفل بيوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر 1976، باعتباره يوم التضامن مع شعبي جنوب أفريقيا وناميبيا في كفاحهما ضد البانتوستانات ومن أجل السلامة الإقليمية لدولتيهما.

         إن مصير جنوب أفريقيا سيقرره شعب جنوب أفريقيا وممثلوه الحقيقيون -وقبل كل شيء، زعماء حركة التحرير الموجودون الآن في السجن وفي المنفى أو يعملون سرا في جنوب أفريقيا- لا النظام العنصري غير الشرعي وشركاؤه من زعماء القبائل.