إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



البيان الذي أدلى به الأمين العام خافيير بيريز دى كوييار بمناسبة
اليوم الدولي للتضامن مع السجناء السياسيين في جنوب أفريقيا

نشرة الأمم المتحدة الصحفية SG/SM/4504-GA/AP/2001، 11 تشرين الأول/ أكتوبر 1990

          إن الاحتفال الآن باليوم الدولي مع السجناء السياسيين في جنوب أفريقيا يجئ في مرحلة تاريخية في جنوب أفريقيا. فالتطورات السياسية التي حدثت خلال السنة الماضية تبشر بإحراز مزيد من التقدم الملموس في سبيل القضاء على نظام الفصل العنصري، ومن ثم إزالة السبب الرئيسي للسجن الجائر لمن يسعون إلى إقامة نظام منصف للحكم تكفل في إطاره الحقوق للجميع.

          وإني أعلم أنني أعبر عن أمل قوي يراود كل الحاضرين هنا في أن تتحول جنوب أفريقيا قريبا إلى مجتمع موحد ديمقراطي وغير عنصري. وإنني ما زلت على اقتناع بأن هذا التحول في متناول شعب جنوب أفريقيا، وليس لدي أي شك في أن هذا التحول سيتحقق بالنظر إلى توفر الإرادة السياسية والحنكة والمراعاة الدقيقة لحقوق الجميع.

          لقد أعربت الجمعية العامة عن هذه المشاعر في إعلانها الصادر في كانون الأول/ ديسمبر الماضي بشأن الفصل العنصري. وأكدت الجمعية العامة إيمانها بأن الأمر يتطلب اتخاذ تدابير معينة  لتهيئة المناخ اللازم لإجراء المفاوضات. ومن بين هذه التدابير اشتراط قيام حكومة جنوب أفريقيا بالإفراج عن جميع السجناء والمحتجزين السياسيين دون قيد والامتناع عن فرض أي قيود عليهم.

          وفي هذا الصدد، فقد رحبنا جميعا بالتطورات التي أدت إلى الإفراج عن زعماء مثل نيلسون مانديلا وزيفانيا موثوبنغ وولتر سيسولو وغيرهم. فقد كان هذا الإفراج بمثابة دعم لكل ما تصبو إليه المنظمة وتعتز به.

          وقلق الجمعية العامة إزاء السجناء السياسيين والمنفيين عبر عنه ثانية القرار الذي اتخذته في الشهر الماضي وطلبت فيه إليّ أن أقدم كل المساعدة الممكنة. من خلال وكالات الأمم المتحدة ذات الصلة، لتيسير عودة المنفيين واللاجئين وإعادة إدماج السجناء السياسيين المفرج عنهم في مجتمع جنوب أفريقيا. والأمم المتحدة تقف على أهبة الاستعداد للقيام بذلك. وفي الواقع لقد بدأت بالفعل مشاورات بين مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين والأطراف المعنية.

          وتنص الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين حكومة جنوب أفريقيا والمؤتمر الوطني الأفريقي، في اجتماعهما المعقود في بريتوريا في آب/ أغسطس الماضي، على خطة للإفراج عن السجناء ذوي الصلة بالمؤتمر الوطني وإصدار عفو عن مجموعات من الأشخاص على مراحل. ومن دواعي سروري إنني علمت أمس أنه تم الإفراج عن مجموعة أخرى من السجناء السياسيين.

          وليس ثمة شك في أن من شأن الاتفاقات التي تم التواصل إليها في آب/ أغسطس أن تعزز الثقة مما سيسهم بقدر أكبر في تهيئة مناخ يؤدى إلى المفاوضات. فرفع المظالم التي تسبب فيها الفصل العنصري وتهيئة الظروف التي يمكن القيام فيها بنشاط سياسي حر تهيئة تامة هما مقومان ضروريان للمصالحة الوطنية. إن هذه هي خطوات لا غنى عنها في سبيل تدعيم عملية التغيير السياسي التي بدأت الآن في جنوب أفريقيا.

          واسمحوا لي أن أؤكد مرة أخرى مدى أهمية إعادة إحلال جو خال من العنف والتخويف في جميع أرجاء جنوب أفريقيا. ومن واجب جميع الأطراف المعنية أن تسهم في تهيئة مناخ سلمي يكفل الأمن للجميع ويمكن من تكريس طاقات البشر نحو بناء الدولة.

          إن تفكيرنا يتجه اليوم نحو جميع السجناء السياسيين الذين ما زالوا يقاسون في السجن ويضحون بحريتهم من أجل قضية الديمقراطية والاحترام والكرامة. ومن الواجب الإفراج عنهم أيضا.