إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



ملاحظات للأمين العام بطرس بطرس غالي في الاحتفال السنوي لتلقي
المساهمات والتبرعات المعلنة المقدمة إلى برامج وصناديق الأمم المتحدة
لتقديم المساعدة إلى الجنوب الأفريقي

نشرة الأمم المتحدة الصحفية SG/SM/4947-SAF/155، 22 آذار/ مارس 1993

         يسعدني أن أرحب هنا اليوم. فهذه المناسبة نتلقي فيها رسميا المساهمات والتبرعات المعلنة لصناديق الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الجنوب الأفريقي. ونعرب عن شكرنا عليها رسميا.

         فمنذ أكثر من 25 سنة، يقدم صندوق الأمم المتحدة الاستئماني لجنوب أفريقيا وبرنامج الأمم المتحدة التعليمي والتدريبي للجنوب الأفريقي المساعدة الإنسانية والقانونية والتعليمية لضحايا الفصل العنصري.

         وقد كانت هذه المساعدة ذات أهمية حاسمة. ومكنت الأفراد من تحقيق إمكاناتهم. ورأت المجتمعات أنها لا تقف بمفردها فاستعاد المقهورون ثقتهم في أنفسهم نتيجة لذلك. وظهرت تصدعات لا تقاوم في نظام الفصل العنصري الظالم.

         ونحن نشرف الآن على المرحلة النهائية من الكفاح لمناهضة العنصرية المؤسسية في الجنوب الأفريقي بشكل شبه مؤكد. فقد كان الكفاح طويلا ومريرا في بعض الأحيان. وكان كفاحا شنه شعب الجنوب الأفريقي نفسه بشكل رئيسي.

         ولكن لا ينبغي أن نغفل الدور الأساسي الذي قامت به المساعدة الإنسانية الدولية في دعم شعب المنطقة، فقد كان التضامن عاملا هاما.

         وهناك حاجة الآن إلى هذا التضامن وهذا السخاء أكثر من أي وقت مضى. فجنوب أفريقيا في بداية عملية انتقالية وسيكون الدعم الدولي السخي أمرا حيويا في مساعدة تلك العملية. فالبلد والمنطقة في مواجهة مهام هائلة تتمثل في تحويل سياسي واقتصادي ومن المفهوم أن التوقعات كبيرة.

         ولذلك، فإني إذ أشيد بالدعم المقدم في عام 1992 وقبل ذلك، يجب أن أقول إن المهمة لم تنته بعد. وعلينا أن نستجمع مزيدا من السخاء في المستقبل.

         وآمل أن أستطيع الاعتماد على الدعم المتصل للدول الأعضاء من أجل هذه البرامج. فهي تشكل العنصر الإنساني للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة من أجل تسوية سلمية للنزاع في جنوب أفريقيا.

         ومن دواعي السرور الحقيقي أن أعرب عن شكري على المساهمات السخية المقدمة في عام 1992. فقد اتسم الدعم المقدم من الدول الأعضاء بالسخاء. وهذا دليل واضح على التزام الحكومات منذ وقت طويل بتعزيز التقدم نحو تسوية سياسية سلمية على أساس التفاوض في جنوب أفريقيا. وهو دليل واضح على التضامن والسخاء في الميدان الإنساني، على الصعيد الدولي.

         ويقوم صندوق الأمم المتحدة الاستئماني لجنوب أفريقيا بتقديم الدعم لضحايا الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، داخل البلد وخارجه، منذ أكثر من 27 سنة. وقد وفر المساعدة القانونية والإغاثة الإنسانية. وبعد تغيير ولايته وافقت عليه الجمعية العامة منذ سنتين، يعمل الصندوق الاستئماني حاليا من خلال منظمات عريضة القاعدة وغير متحيزة في جنوب أفريقيا ذاتها. وهو يساعد في إعادة إدماج السجناء السياسيين الذين أطلق سراحهم والمنفيين السابقين. ويوفر المساعدة القانونية والدعم للأفراد ويعمل من أجل التنفيذ الفعال للتشريعات التي تلغي قوانين الفصل العنصري.

         ويقدم برنامج الأمم المتحدة التعليمي والتدريبي للجنوب الأفريقي المساعدة من المنح الدراسية إلى مواطني جنوب أفريقيا. ويجرى حاليا تقديم الدعم إلى ما يقرب من 2100 طالب في مجالات ذات أولوية. وقد تكيف البرنامج بصورة عاجلة ليتلاءم مع تغير الظروف، أسوة بما حدث بالنسبة للصندوق. ويشمل عدد كبير من مشاريع البرنامج تدريب مواطني جنوب أفريقيا داخل جنوب أفريقيا نفسها. وهو في وضع يسمح له بدعم تعليم وتدريب مواطني جنوب أفريقيا الأقل حظا في مجال تنمية الموارد البشرية الذي يعد مجالا حاسما.

         وإني إذ أعرب عن شكري على المساعدة المقدمة في الماضي، أناشدكم أن تضاعفوا جهودكم لدعم العمل الهام الذي يضطلع به الصندوق والبرنامج.

         وفي الختام، أود أن أعرب عن تقديري للدعم الذي تلقيته بغير حدود من رئيس لجنة أمناء الصندوق الاستئمانى، السيد اوسفالد، سفير السويد، ومن رئيس اللجنة الاستشارية لبرنامج الأمم المتحدة التعليمي والتدريبي للجنوب الأفريقي، السيد هوسيلد، سفير النرويج، ورئيس اللجنة الخاصة لمناهضة الفصل العنصري، السيد غامباري، سفير نيجريا.

         وأخيرا أود أن أعرب عن عميق تقديري لحكوماتكم للمساهمات والتبرعات التي قدمتها اليوم.