إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



البيان الذي أدلى به الأمين العام بطرس بطرس غالي في بريتوريا في حفل الغداء
الذي أعقب تنصيب السيد نيلسون مانديلا رئيسا لجنوب أفريقيا

نشرة الأمم المتحدة الصحفية SG/SM/5286، 10 أيار/ مايو 1994

          باسم الأمم المتحدة، أهنئكم يا سيادة الرئيس على تنصيبكم اليوم رئيسا لجمهورية جنوب أفريقيا. وأهنئ نائب الرئيس مبيكي ونائب الرئيس دي كليرك. واليوم حظينا بشهود نقطة تحول في تاريخ أمة. واليوم، تستعيد جنوب أفريقيا مكانها الشرعي في أفريقيا، وفي الأمم المتحدة وفي أسرة الدول.

          لقد رفعت الأمم المتحدة راية مناهضة شرور الفصل العنصري. وتكاتف العالم ضده. وأعربت دول المجتمع الدولي وشعوبه مرارا وتكرارا، عن تضامنها مع شعب جنوب أفريقيا وتأييدها له. وإننا نبرهن على هذا التضامن مرة أخرى، بحضورنا، وبحضوركم اليوم. واحتفالات اليوم تخص، بحق، جميع مواطني جنوب أفريقيا، أيا كان حزبهم أو انتمائهم وإنني أشيد بكل من توفرت لدية البصيرة للقيادة. وأشيد بجميع من توفرت لديهم الشجاعة للمشاركة في هذا العمل. وأشيد بالمنظمات الدولية والدول الأعضاء التي ساهمت ووقفت إلى جانبكم.

          وقد حظيت جنوب أفريقيا، مسترشدة بحكمة زعمائها وقدرتهم باحترام الجميع وإعجابهم. وبدون كلل، سعيا إلى تحقيق التفاهم وبالعمل القوي سعيا وراء تحقيق السلم، رفضتم أن تدعوا الخلاف يتغلب عليكم، لقد جاهدتم طويلا، يا سيادة الرئيس، وعانيتم كثيرا لكي تروا هذا اليوم. فصلابة عزيمتكم لبناء مجتمع جديد غير عنصري في جنوب أفريقيا أمر غير مشكوك فيه. وستكون هناك حاجة إلى عزيمتكم، وستختبر إرادتكم السياسية. ولكنني على ثقة من أنه بفضل شجاعتكم وتصميمكم، ستكون الغلبة لكم ولجنوب أفريقيا.

          نائب رئيس دي كليرك، لقد أسهمت بصيرتكم وشجاعتكم في تحقيق هذا اليوم العظيم. ولقد حظيتم بالاحترام الدائم من جميع من يرنون إلى العدل.

          وإنني أدعو جميع الدول ومؤسسات المجتمع الدولي وبرامجه ووكالاته إلى دعم الديمقراطية الجديدة في جنوب أفريقيا. وأناشد جميع مواطني جنوب أفريقيا أن يدعموا مبدأي التسامح والمصالحة. وهما مبدآن يوفران الأساس الأكيد الوحيد لتحقيق السلم والأمن والتقدم. لقد قال شعب جنوب أفريقيا كلمته. وإنكم تتبوأون منصبكم، يا سيادة الرئيس، بولاية تاريخية تدعمكم نوايا حسنة عظيمة.

          وإننا نرحب بكم بسعادة، ونعانقكم بافتخار. وباسم الأمم المتحدة ووكالات وبرامج الأمم المتحدة، أتعهد بمواصلة تقديم الدعم من أجل تحقيق الكرامة والمساواة في الحقوق والتقدم الاجتماعي لشعب هذا البلد العظيم بأسره.