إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



مذكرة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى الأمم المتحدة بشأن تدخل القوات العربية في فلسطين
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 935 - 938"

مذكرة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية

إلى الأمم المتحدة بشأن

تدخل قوات الدول العربية في فلسطين (15 مايو سنة 1948)

1 -

كانت فلسطين جزءا من الامبراطورية العثمانية السابقة خاضعا لنظامها وممثلا في برلمانها وكانت الأغلبية الساحقة لسكان فلسطين من العرب بها أقلية يهودية ضئيلة تتمتع بما يتمتع به بقية السكان من حقوق وتتحمل ما يتحملون من أعباء، ولم تكن محل أي معاملة مجحفة بسبب عقيدتها الدينية . وكانت الأماكن المقدسة مصونة وحرية الوصول اليها مكفولة.

2 -

ولقد كان العرب يطالبون دوما بحريتهم واستقلالهم فلما نشبت الحرب العالمية الأولى وأعلن الحلفاء أنهم يحاربون لتحرير الشعوب انضم العرب إليهم وحاربوا في صفوفهم لتحقيق أمانيهم القومية ونيل استقلالهم وقطعت انجلترا على نفسها عهدا بالاعتراف باستقلال البلاد العربية في آسيا ومنها فلسطين فكان للعرب أثر ملحوظ اعترف به الحلفاء في إحراز النصر النهائي.

3 -

ولقد أصدرت انجلترا في عام 1917 تصريحا أبدت فيه عطفها على إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، ولما علم العرب به احتجوا عليه . فطمأنتهم انجلترا مؤكدة لهم أنه لا يمس حق بلادهم في الحرية والاستقلال ولا يؤثر في الوضع السياسي للعرب في فلسطين.

          ورغم بطلان هذا التصريح من الناحية القانونية فقد فسرته انجلترا بأنه لا يرمي إلى أكثر من إنشاء مركز روحي لليهود في فلسطين وأنه لا يخفى وراءه مقاصد سياسية كإنشاء دولة يهودية وبهذا صرح زعماء اليهود.

4 -

ولما انتهت الحرب لم تف انجلترا بوعدها بل وضع الحلفاء فلسطين تحت نظام الانتداب وعهدوا به إلى انجلترا بمقتضى صك نص على إدارة البلاد وتهيئتها للاستقلال الذي اعترف ميثاق عصبة الأمم ان فلسطين أهل له.

5 -

ولقد سارت انجلترا بفلسطين سيرة مكنت اليهود من إغراقها بسيول المهاجرين وساعدتهم على الاستقرار في البلاد- رغم أنه ثبت أن كثافة السكان في فلسطين تجاوزت مقدرة البلاد الاقتصادية على استيعاب المزيد من المهاجرين- ولم ترع للسكان العرب مصالح ولا حقوقا وهم أصحاب البلاد الشرعيون. فكانوا يبتغون مختلف الوسائل للاعراب عن قلقهم وغضبهم من هذه الحالة الضارة بكيانهم ومصيرهم ولكنهم كانوا يقابلون بالاعراض والسجن والتشريد.

<1>


1/1/1900