إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) مذكرة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى الأمم المتحدة بشأن تدخل القوات العربية في فلسطين

"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 935 - 938"

6 -

ولما كانت فلسطين قطرا عربيا واقعا في قلب البلاد العربية تربطه بالعالم العربي روابط عديدة - روحية وتاريخية واستراتيجية- فقد اهتمت البلاد العربية بل والشرقية- حكومات وشعوبا- بأمر فلسطين وأثارت قضيتها في المحافل الدولية ولدى انجلترا مطالبة بحلها وفق العهود المقطوعة والمبادئ الديمقراطية.

          ولقد عقد بلندن في أوائل عام 1939 مؤتمر المائدة المستديرة لبحث قضية فلسطين واستنباط الحل العادل لها. واشتركت حكومات الدول العربية فيه وطالبت بالمحافظة على عروبة فلسطين وإعلان استقلالها. وقد انتهى هذا المؤتمر إلى إصدار كتاب أبيض حددت فيه انجلترا سياستها تجاه فلسطين واعترفت فيه باستقلالها وتعهدت بوضع النظم المفضية إلى ممارسة خصائصه وأعلنت أن التزاماتها الخاصة بإنشاء الوطن القومي اليهودي قد استنفدت لأن هذا الوطن قد أنشئ بالفعل. ولكن السياسة التي رسمها هذا الكتاب لم تنفذ مما أدى إلى ازدياد الحالة سوءا وإلى تفاقم الأمور ضد مصلحة العرب.

7 -

وفي الوقت الذي كانت الحرب العالمية الثانية دائرة الرحى، أخذت حكومات الدول العربية تتشاور في توثيق تعاونها وزيادة أسباب تضامنها وضم صفوفها تأمينا لحاضرها ومستقبلها ومساهمة منها في اقامة صرح العالم الجديد على أسس ثابتة وكان لفلسطين في هذه المباحثات مكانها من الاهتمام والعناية وقد انتجت هذه المباحثات إنشاء جامعة الدول العربية أداة لتعاون الدول العربية على ما فيه أمنها وسلمها وخيرها . وأعلن ميثاق جامعة الدول العربية أن فلسطين بلد مستقل منذ انسلخ من الامبراطورية العثمانية ولكن مظاهر استقلاله ظلت محجوبة لأسباب خارجة عن إرادة أهله وكان من المصادفات التي علقت عليها الدول العربية أكبر الآمال أن أنشئت الأمم المتحدة بعد ذلك بقليل وقد ساهمت في إنشائها وفي عضويتها إيمانا منها بالمثل العليا القائمة عليها هذه المنظمة.

8 -

ومنذ ذلك الحين لم تدخر الجامعة العربية وحكوماتها وسعا في ولوج كل سبيل سواء مع الدولة المنتدبة أو مع الأمم المتحدة لاستنباط حل عادل لقضية فلسطين قائم على الأسس الديمقراطية الصحيحة ومتفق مع أحكام ميثاق عصبة الأمم والأمم المتحدة ويكتب له البقاء ويكفل الأمن والسلم في البلاد ويفتح أمامها سبيل التقدم والرخاء.

          ولكن الوصول إلى مثل هذا الحل كان يرتطم دوما بمطالب الصهيونيين الذين جاهروا بإنشاء دولة يهودية مستقلة بعد أن استعدوا بالقوات المسلحة والحصون والاستحكامات لمقابلة كل من يقف في سبيلهم بالقوة.

9 -

ولما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر سنة 1947 توصيتها الخاصة بحل قضية فلسطين على أساس إنشاء دولة عربية وأخرى يهودية فيها مع وضع مدينة القدس تحت وصاية الأمم المتحدة نبهت الدول العربية إلى ما ينطوي عليه هذا الحل من مجافاة لحق شعب فلسطين في الاستقلال الناجز. والمبادئ الديموقراطية ولأحكام ميثاق عصبة الأمم والأمم المتحدة وأعلنت رفض العرب له.

<2>


1/1/1900