إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) مذكرة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى الأمم المتحدة بشأن تدخل القوات العربية في فلسطين
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 935 - 938"

 

وأنه لا يمكن تنفيذه بالوسائل السلمية وأن فرضه بالقوة يهدد السلم والأمن في هذه المساحة.

          ولقد صح ما توقعته الدول العربية وأنذرت به فإن الإضرابات ما لبثت أن عمت فلسطين واصطدم العرب واليهود وأخذا في التطاحن والتقاتل وسالت دماؤهما وعندئذ أخذت الأمم المتحدة تتنبه إلى خطأ التوصية بالتقسيم وهي لا تزال تبحث عن مخرج من هذه الحالة.

10 -

والآن وقد انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين من غير أن تنشأ في البلاد سلطة دستورية شرعية تكفل صون الأمن واحترام القانون وتؤمن السكان على أرواحهم وأموالهم فإن حكومات الدول العربية تعلن ما يأتي:

أولا :

إن حكم فلسطين يعود إلى سكانها طبقا لأحكام ميثاق عصبة الأمم والأمم المتحدة ولهم وحدهم حق تقرير مصيرهم.

ثانيا :

لقد اضطرب حبل الأمن واختل النظام في فلسطين وأدى العدوان الصهيوني إلى نزوح ما ينوف على ربع مليون من سكانها العرب عن ديارهم والتجائهم إلى البلاد العربية المجاورة وكشفت الأحداث الواقعة في فلسطين عن نوايا الصهيونيين العدوانية ومآربهم الاستعمارية بما ارتكبوا من فظائع ضد السكان العرب الآمنين لا سيما في قرية دير ياسين وطبريا وغيرهما كما أنهم لم يرعوا حرمة القناصل فقد اعتدوا على قنصليات الدول العربية في القدس.

          وبعد أن انتهى الانتداب البريطاني لم تعد السلطات البريطانية مسئولة عن أمن البلاد إلا بالقدر الذي يمس قواتها المنسحبة وفي الجهات التي تكون فيها هذه القوات وقت الانسحاب كما أعلنت ذلك وهذا الوضع يجعل فلسطين خالية من كل جهاز حكومي قادر على إعادة النظام وحكم القانون إلى البلاد وتأمين السكان على أرواحهم وأموالهم.

ثالثا :

تهدد هذه الحالة بالانتشار إلى البلاد العربية المجاورة حيث الشعور ثائر بسبب الأحداث الواقعة في فلسطين وحكومات الدول الأعضاء في الجامعة العربية وفي الأمم المتحدة يساورها شديد القلق وبالغ الاهتمام بهذه الحالة.

رابعا :

كانت هذه الحكومات ترجو لو أن الأمم المتحدة وقفت إلى استنباط الحل السلمي العادل لقضية فلسطين وفق المبادئ الديمقراطية وأحكام ميثاق عصبة الأمم والأمم المتحدة فيسود هذا الجزء من العالم الأمن والسلم والرخاء.

خامسا :

إن حكومات الدول العربية مسئولة عن حفظ الأمن والسلم في ساحتها بوصفها أعضاء في الجامعة العربية وهي منظمة إقليمية بالمعنى الوارد في أحكام الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة، وهذه الحكومات ترى في الأحداث الواقعة في فلسطين تهديدا جديا مباشرا للسلم والأمن في ساحتها عموما، وبالنسبة لكل منها بالذات.

سادسا :

لذلك، ونظرا لأن أمن فلسطين وديعة مقدسة في عنق الدول العربية ورغبة في وضع حد لهذه الحالة وفي منعها من أن تتفاقم وتتحول إلى فوضى لا يعلم مداها أحد، ورغبة في منع انتشار الاضطراب والفوضى من فلسطين إلى البلاد

<3>


1/1/1900