إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

626 ـ فيصل بن سلطان الدويش (1299 ـ 1349هـ) / (1882 ـ 1930م)

فيصل بن سلطان بن فيصل بن نايف الدويش. من كبار أصحاب الثورات في نجد وهو آخر شيوخ (مُطير)، ومُطير خليط من قبائل متعددة تناسبت وتحالفت وجمعتها عصبية واحدة، تمتد منازلها من الصمّان (غربي الأحساء) إلى سهول الدبدبة فالقصيم فأطراف الحجاز. ولد فيصل الدويش في عام (1299هـ / 1882م)، ونشأ نشأة بدوية وتزعم (مطير) بعد أبيه، وكان بدويا قحاً، فيه شراسة ودهاء واعتزاز بعدده الضخم، وصحب الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في صباه، وخالفه سنة (1330هـ / 1912م) فقصد أطراف العراق بجماعة من عشيرته، فطاردته السلطات العثمانية، فعاد إلى نجد، بعد سنتين، وأنزله ابن سعود في (الأرطاوية) بين (الزلفي والكويت). وانتدبه لإخضاع عشائر من نجد خرجت عليه ولجأت إلى أطراف العراق، فمضى إليها ومزقها.

وظفر في معركة بينه وبين الشيخ سالم بن مبارك الصباح في10 أكتوبر1920، واحتل (الجهرة) من أراضي الكويت، وكاد أن يحتل الكويت، وتدخل البريطانيون فعقد اتفاق العقير في الثاني من ديسمبر 1922، بتعيين الحدود بين الكويت ونجد.

كان فيصل يرى أنه نداً لابن سعود، وكانت له مواقف في حصار (حائل) شمالي المملكة العربية السعودية، وطمع بإمارتها، وخاب أمله. وحاصر المدينة المنورة في الحرب الحجازية سنة (1925م)، فخاف أهل المدينة بطشه، فكتبوا يلتمسون من الملك عبدالعزيز، إرسال أحد أبنائه ليتسلمها، فأرسل الملك عبدالعزيز آل سعود ابنه محمداً فدخلها.

تزوج فيصل الدويش من بنت (سلطان بن بجاد) من شيوخ عتيبة فازدادت عصبيته قوة. وعاد بعد حرب الحجاز إلى الأرطاوية غير راضٍ فائتمر مع جماعة على مهاجمة ابن سعود الذي زحف سنة (1929م) وضرب جموع الدويش على ماء يقال له (السبلة) بقرب الزلفي، وجرح الدويش فحمل وأنزل بين يدي ابن سعود فلم يقتله، وعولج الدويش في الأرطاوية. فعاد يستنفر القبائل ضد ابن سعود.

فزحف عليه ابن سعود في مكان يسمى (الثمامة) من أراضي الصمّان، وهزمه فلجأ الدويش إلى بادية العراق ومنها إلى الكويت، واحتمى ببارجة بريطانية. وأنذر ابن سعود البريطانيين بالهجوم على الكويت، ودارت مفاوضات عاجلة. ونقل الدويش على طائرة سنة (1930م) فأودع السجن في (الإحساء) فمات بعد سبعة شهور من حبسه.